حان الوقت لنبني ثقافة الدعم ونعززها في نفوسنا.. برأي ابتسام العون
زاوية الكتابكتب مارس 12, 2016, 11:20 م 679 مشاهدات 0
الأنباء
نظرة ثاقبة - ثقافة الدعم
ابتسام محمد العون
أدهشني فيديو لطفل ياباني فشل في القفز على الحاجز أربع مرات وكانت ردة فعل أقرانه مذهلة حيث تحلق الجميع حوله وأطلقوا صيحات تشجيعية أشعلت في داخله روح التحدي وأيقظت عملاق الهمة في نفسه، ونجح الطفل في تجاوز الحاجز بجدارة فائقة استشعرت كأن كلماتهم التحفيزية وتحلقهم حوله صنعت لهذا الطفل جناحين جناح الهمة وجناح التحدي استطاع بهما أن يقفز فوق الحاجر كالطائر الصغير أبهر بنجاحيه الحضور وسر تكاتفهم، والغريب هو احتراف الأطفال في تقديم الدعم وتشربهم لهذه الثقافة البديعة، والأغرب سعة صدر المعلمة على الطفل واحتوائها له بوجه بشوش كأنها تقول له: أنت قادر حاول مرة أخرى، ولم تتصرف كما يتصرف بعض المربين حين يغضبون وينهرون الطفل بقسوة: «اجلس محلك أنت ما تقدر» أو «انتهى دورك أعط فرصة لغيرك» أو «أخجلتنا أمام الحضور وأولياء الأمور» وغيرها من عبارات التحبيط والاستهزاء، الدعم هو حقيقة ما نحتاجه في تربية أبنائنا وتعاملنا مع بعضنا وفي تفجير طاقاتنا، وإبراز منجزاتنا.
وتعني ثقافة الدعم ثقافة المؤازرة والمساندة والمعونة النفسية التي يقدمها المجتمع للأفراد سواء كانت مساندة رسمية من المؤسسات والمنظمات أو غير رسمية وهي عادة تكون من المحيطين بنا مثل الأسرة والأصدقاء والأقارب، فكل منا يملك قدرات رهيبة وينام في داخله عملاق من الإنجاز والإبداع يحتاج فقط تحفيزا ذاتيا من داخل أنفسنا ودعما خارجيا من البيئة المحيطة بنا، فكم من النجوم اللامعة في سماء الإبداع صنعتهم ثقافة الدعم ورعاية المجتمع وتقدير الكفاءات ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وكم من الفاشلين والمنحرفين قذفتهم ثقافة التحبيط والاستهزاء وتهميش الكفاءات وتعطيل القدرات على قارعة الطريق وفي مستنقعات الإجرام.
فات الكثير وحان الوقت لنبني ثقافة الدعم ونعززها في نفوسنا للنهوض بمجتمعاتنا، وكل منا يبدأ بنفسه ويشتغل على دائرته، فالأم في أسرتها والمعلم في مدرسته والمدير في شركته والإمام في مسجده وهكذا تدور عجلة التنمية ويفلح المجتمع في صناعة وتنمية الإنسان قبل تعلية البنيان.
تعليقات