غياب الوعي والفهم بات سمة عامة.. بوجهة نظر صالح الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 588 مشاهدات 0


الأنباء

بلا قناع  -  هل أنتخب كافراً؟!

صالح الشايجي

 

الضجيج القليل يبدو كبيرا وصاخبا أمام الصمت الكبير أو الكثير.

يتحدث قليلون فيسمعهم كثيرون، ويصمت كثيرون فلا يحس بوجودهم أحد، وكأن لا وجود لهم.

وهذا هو واقع الحال ـ مع الأسف ـ والأسف الأكثر هو أن محدثي الضجيج غالبا ما يكونون مارقين أو أصحاب غرض وهوى، ولا يمثل ضجيجهم الذي أحدثوه مصلحة للعموم.

واضح جدا وجود قصور وعجز في الفهم لدى من يحدثون الضجيج الذين يثورون ويزعقون ويصرخون لأمر هم لم يفهموه على حقيقته ولا على وجهه الصحيح.

وهو ما اصطلح على تسميته بسياسة القطيع الذي يمأمئ ويتجه يمينا أو يسارا في الوقت ذاته لا يشذ أحد من هذا القطيع.

في أحد مواسم الانتخابات سألت شابا خريجا جامعيا ـ توسمت فيه الوعي والفهم الكافيين، وظننته متجها في انتخابه الى مرشح ذي فكر انفتاحي ـ سألته من ستنتخب؟ ففاجأني باسم مرشح من تيار معاكس للفكر الانفتاحي!

فقلت له ولماذا لا تنتخب فلانا أو فلانا من أصحاب الفكر الانفتاحي والطرح الوطني والواعي للعمل البرلماني بأساليبه الصحيحة؟

وكانت إجابته صاعقة لي حين قال: لن أنتخبه لأنه «ليبرالي»!

فسألته وهل كونه ليبراليا يمنعك عن انتخابه؟!

فنظر لي بتعجب وقال: وهل تريدني أن أنتخب «كافرا»!

غياب الوعي والفهم بات سمة عامة ولاسيما لدى الفئة الشبابية التي ـ ومع الأسف ـ لم تتعب على بناء أنفسها ولا على بناء عقولها، ولكنها سلمت قيادها للمجتمع كي يتولى هذه التربية وهذه التنشئة الفكرية المسطحة والمشوهة وهذا البناء الهش.

وكثيرا ما نجد هائجين بحجة الدفاع عن المعتقد الذي يعتقدون انه مُسّ نتيجة ما قاله هذا او ذاك، رغم أنه لم يكن فيما قيل مساس بما يعتقد به أولئك الهائجون، ولكن سطحية الفهم وغياب الوعي هما اللذان صورا لهم ذلك.

إننا نعيش حالة ردة الفعل التلقائية الغريزية، مثل ردات الفعل الجسدية التي ليس بمقدور الانسان التحكم بها ولكن ردات الفعل العقلية لا بد أن تتولد نتيجة فهم ووعي لا نتيجـة عاطفة وهوى ووعي غائب وفهم غير متوافر!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك