عبدالعزيز الدويسان يكتب المناصب والمصائب
زاوية الكتابكتب عبدالعزيز الدويسان مارس 10, 2016, 8:07 م 1567 مشاهدات 0
المنصب مسؤولية وأمانة وكفاءة ، المنصب لتحقيق مصالح البلاد والعباد والقيام به على أكمل وجه ، تسوء الأمور حينما يسند الأمر إلى غير أهله ، وتضيع الحقوق عندما يكون المنصب أكبر من الشخص ، وهناك من يعتقد بأن المنصب سيدوم له ويتكبر ويطغى ويحاول الاستفادة واستغلال كل لحظة لخدمة ذاته وإن أحترمه الناس سيحترمونه لمنصبه لا لشخصه ، والعبارة الشهيرة ( لو دامت لغيرك ما اتصلت إليك ) عبارة تحرص على التذكير بأهمية العدل والمساواة ومراعاة حفظ حقوق الناس و الوطن .
تتدهور الأمور عندما يكون الاسم الأخير أو القرابة أو الصداقة هو المحدد لتولي المنصب بدل البحث عن الأفضل و الأجدر والأحسن والأميز والأكفأ ، تشن الصراعات وطعن بالذمم للتسلق وصولا للمنصب ، يسعون بشتى الطرق لاعتلاء الكرسي والحصول على الألقاب والجاه ، وعندما صعد الخليفة عمر بن عبدالعزيز المنبر وقال في أول لقاءه مع الأمة ( أيها الناس ، إني قد ابتليت بهذا الأمر عن غير رأي كان مني فيه ، ولا طلبة له ، ولا مشورة من المسلمين، وإني قد خلعت ما في أعناقكم من بيعتي ، فاختاروا لأنفسكم ) وقال ( ألا إني لست بخيركم ، ولكني رجل منكم ، غير أن الله جعلني أثقلكم حملاً ) ، لنتأمل هذه العبارات وبداية خطبته والكلمات واعتبار المنصب بلاء وحمل ثقيل ، أين نحن من هؤلاء ؟!
وبعد تولي عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، الخلافة قال: ( اللهم إني شديد فليني ، وإني ضعيف فقوني، وإني بخيل فسخني ) ، وقال أيضا: إذا رأيتم في اعوجاجا فقوموني .
والخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه لأحد ولاته: ( اختر للحكم بين الناس أفضل رعيتك في نفسك مما لا تضيق به الأمور، ولا يدخل في الخصومة ولا يتمادى في الذلة ، أي أن يتصف برحابة الصدر وسعة الاحتمال والحلم والصبر والتواضع ) ، التاريخ مليء بالدروس العظيمة وتقدم لنا لنتعلم ولنستفيد منها ولكن نحن نقرأها ولا نطبقها .
تدهورنا بسبب إهمال الكفاءات والخبرات في تقلد المناصب ، المنصب أصبح لمن ليسوا اهلا لها يتهافتون لتحقيق المصالح والمنافع والمكاسب الشخصية إلا من رحم ربي فأضحت المناصب مصائب على البلاد و العباد .
تعليقات