باسل الزير يكتب - سقوط غرناطة.. ماذا بعد النفط؟!!

' ما أفقر أولئك الذين ليس لهم في حياتهم سوى المال !!' ميخائيل نعيمة
أذكر كلمة قالها أحد المعلقين بعد تهاوي أسعار النفط : 'سوف تصبح الثروة الوطنية لنا بعد النفط هي الفقع!!' وعلق أخر :' بضرورة تعليم أبنائنا طرق الغوص حتى نعود لبيع اللؤلؤ'، ونعيدها سيرتها الأولى لعمل الأجداد وأحياء تراثنا الآباء.
' وكم ذا 'بالكويت' من مضحكات لكنه ضحك كالبكا ' مع الاعتذار للمتنبي
وليس في الأمر فكاهة فما حصل لنا من تفريط في الأموال والثروات التي جنيناها من ارتفاع أسعار النفط التي كانت تدر علينا مليارات خلال الأعوام الماضية لتظهر لنا مدى عدم المسؤولية التي كانت تدار بها عقلية أصحاب القرار، فهناك دولة صنعت من نفسها مجدا وحضارة رغم انها لا تمتلك تلك الرؤوس من الأموال،بينما نحن كان عندنا هذه الأموال فأضعنا ذات اليمين وذات الشمال ،والتبرع للدول الفقراء وعدم استثمارها في شركات خارجية تكون لنا دخلا بديلا للنفط الذي سينضب ولو بعد حين، إن المواطن الخليجي غيب عمدا عن كل قرار في المشاركة في هذه الثروات فهو الآن سيدفع جريرة هذا الإهمال الذي لم يشارك فيه عبر الضرائب وعدم أخذ أي امتيازات وأتباع سياسة التقشف التي ضيعها القادة عبر عدم قدرتهم على إدارة الفوائض المليارية التي كانت تعد أرقاما فلكية ولم يصرفوا وجوهم تلقاء البحث عن بديل للثروة النفطية،مع إن الدولة التي تشرع بها الضرائب في الدول المتقدمة، المواطن فيها مشارك في قراره السياسي وليس مغيبا غيبة كبرى!!
إن أي طالب خريج اقتصاد وليس خبيرا بل لو أن رجلا عاديا أميا لو وضعت له هذه الأموال في يده فسيعرف كيف يستثمرها ويضاعفها أضعاف مضاعفة ،وأي مسئول يهتم ببلاده سيضع خطة لأعوام طويلة لا نحتاج بعدها لبرميل نفط واحد للدخل. لكن هيهات هيهات لأولئك المسئولين الذين ضيعوا ثوراتنا ولا يزالون موجودين وقائمين علينا ليوم الدين!!
الدول ثلاث ' متقدمة ونامية ومتخلفة '، والأمر مناط بمدى التقدم العلمي و الصناعي والزراعي فيها ومدى زيادة الصادرات عن الوردات. وليس على ثورة نفطية،وجدت بقدرة الله وستنفذ بعد أعوام !! إنما بكيف ننهضه وكيف نحول هذا الأموال لإخراج عقولا تبني وأفكار تستثمر في دخل بديل لقادم الأيام!! أسوة بنبي الله سيدنا يوسف حينما قدم خطة لمدة15عاما 'فيه يغاث الناس وفيها يعصرون!!
إنما مثلنا كمثل قصة كأخر ملوك الأندلس حينما قالت له أمه : ' إبك مثل النساء على ملك لم تحافظ عليه كالرجال'
في الختام يقول الإمام علي عليه السلام :
' لا خير في أمة تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تصنع '
باسل الزير