ليس كل ما يطرح في وسائل التواصل الاجتماعي سلبيا.. كما يرى تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 503 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  -  الوزير الخالد وخطورة وسائل التواصل!

د. تركي العازمي

 

شدد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد، على اهمية العمل على محاربة ظاهرة انتشار السلاح، ووسائل التواصل، الأرض الخصبة لنشر الأفكار الإرهابية بين الشباب («الراي» عدد الجمعة 4 مارس 2016).

بالنسبة الى وسائل التواصل الاجتماعي، فالإستراتيجية التي تبنتها الوزارة و وزارات أخرى، لا أظنها كافية لأنها أخذت جزءا وتركت جزءا... كيف؟

طبعا نحن مع كل إجراء إستراتيجي تعده وزارة الداخلية للحد من انتشار الجريمة، وأي إجراء من شأنه متابعة الانحرافات السلوكية لدى بعض الشباب ولاسيما تلك التي تشير الى تعاطف البعض مع ما ينشر من أفكار منحرفة ونحن مع كل توجه يرمي لحماية النسيج الاجتماعي.

أعتقد أن بعض الظواهر السلبية لم تعالج في حينها، فعلى سبيل المثال جرائم القتل التي ترتكبها بعض الجنسيات من العمالة، وتحديدا الخدم من الجنسية الإثيوبية، فكان من المفروض منطقيا وقف استقدامها على الفور قبل أن يستمر مسلسل اعتداءاتها التي راح ضحيتها أبرياء من أبناء مجتمعنا الآمن.

وأعتقد أيضا ان من بين الظواهر السلبية التي لم تعالج، تلك المتعلقة في الانتهاء من البت / الحكم بالقضايا، بالتنسيق الفعال بين الداخلية والعدل، وأبسطها الحادث المروري الذي تحتاج «إن كنت الطرف الأول»، لفترة انتظار قد تصل إلى عامين لاسترداد قيمة اصلاح مركبتك لحادث مروري بسيط. والقضايا الآخرى التي نرى اننا بحاجة لمعالجة أسباب التأخر في البت فيها بما فيها ما يخص الوحدة الوطنية.

أما موضوع التواصل الاجتماعي، فإنني سبق وأن ذكرت بأن هناك حسابات وهمية تعمل على ضرب شرائح النسيج الاجتماعي وأفراد من المجتمع الكويتي، ونحن هنا مع تزايد «الغث» في ما يطرح في وسائل التواصل الاجتماعي بحاجة إلى وضع إستراتيجية لرفع قضية على كل حساب وهمي أو معلوم صاحبه لا يلتزم حدود الأدب ويحاول صاحبه ضرب أفراد عبر نشر أخبار سيئة، قد تكون صحيحة في بعضها لكن الغالبية منها تندرج تحت قائمة البهتان.

نحن مع تحول في طريقة العلاج لتكون الوقاية الفعالة قبل نشوب المشكلة مهما كان مستواها وأثرها، وليس كل ما يطرح في وسائل التواصل الاجتماعي، سلبيا، بل هناك أسماء معروفة ومعلومة تواجدها تنشر بعض السلبيات التي تنشد الإصلاح.

هذه السلبيات من وجهة نظرنا إيجابية، فأخطاء اليوم هي إستراتيجية الغد، حيث تستطيع الجهات المعنية رصد هذه السلبيات من قصور إداري وتجاوزات والتحقق منها، فمتى ما صح الادعاء٬ تستطيع الجهة المسؤولة من اتخاذ القرار التصحيحي في حينه، وهذه الإيجابية التي نعنيها من نشر بعض السلبيات.

مما تقدم٬ أعتقد بأن طريقة العلاج الصحيحة في ما يخص ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي تبدأ من نشر ثقافة الترحيب باستقبال النقد المباح من سلبيات يقوم أصحابها بنشرها في مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيق ثقافة العقاب لك، حساب يتجاوز الأعراف والتقاليد والتي يعد الفكر الإسلامي المعتدل هو المعيار الحقيقي في عملية القياس ووصف بعض ما يطرح من فكر ضال غرر بأبناء هذا الوطن بحاجة لمعالجة حاسمة يساهم بها رجال الدين المشهود لهم بالاعتدال في الطرح.

إنها مسؤولية اجتماعية قبل أن تكون قانونية، فالكل يجب أن يشارك في عملية مكافحة الفكر الضال والمساهمة في عقد ندوات تنويرية في كل المدارس، و يا حبذا لو يقوم محافظو محافظات الكويت في تبنيها.

وفي ما يخص مسألة تأخر البت في القضايا٬ أتمنى من وزير الداخلية التنسيق مع وزير العدل لإنهاء العقبات المتسببة في تأخير البت في أبسط القضايا (المرورية) والقضايا الآخرى التي أشار بعض النواب إليها.

زبدة الكلام٬ صحيح أن التواصل الاجتماعي في ظل الثورة التكنولوجية سريع الانتشار وفيه ما يسر وقليل منه مؤلم (سب٬ قذف٬ اتهام باطل ... إلخ) تستدعي الضرورة إيقاف كل صاحب حساب مسيء.

هذا التوجه يحتاج إلى إستراتيجية سريعة التنفيذ: فهل نحن فاعلون؟ ... الله المستعان.

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك