'العيب' أصبح ملازماً لنا.. سامي الخرافي مستنكراً
زاوية الكتابكتب مارس 4, 2016, 11:45 م 973 مشاهدات 0
الأنباء
جرس - مفاهيم معكوسة
سامي الخرافي
شاهدت فتاة ترتدي ملابس فاضحة ومثيرة للاستغراب في أحد المجمعات الشهيرة وكنت أشاهد نظرات مرتادي ذلك المجمع ولسان حالهم يقول: صج ما تستحي، شلون تطلع بهاللبس، صج «عوبة»، فكانت تلك العبارات سببا في كتابتي لهذه المقالة.
أصبح «العيب» ملازما لنا في كثير من الأمور فنستحي من تقديم النصيحة للناس احتراما لمشاعرهم وخوفا من ردة فعلهم أكثر من خوفنا من الله سبحانه وتعالى وعقابه، ولقد أصبحت ثقافة العيب في مجتمعنا تتخطى ثقافة الحرام، فتجد كثيرا من الأمور المحرمة تم إدراجها من ضمن «العيب»، كما حصل مع تلك الفتاة فما قامت به يعتبر محرما شرعا ولكن لأن العيب أصبح يتحكم في كثير من حياتنا فسنجد مع مرور الوقت الكثير من الأمور المحرمة في نظر الكثيرين ستكون في «دائرة» العيب «مما سيخلق جيلا سيتربى على تلك الثقافة وهنا مكمن الخطورة».
عندما يتربى المجتمع على ثقافة العيب قبل ثقافة الحرام فقل على الدنيا السلام مثال على ذلك: عندما لا يحترم الابن «والديه» ويضربهما أو لا يخدمهما أو يرفع صوته عليهما فتسمع التساؤل من الجميع: صج ما يستحي على «وجهه» عيب عليه يكلم أو يعامل والديه بهالطريقة رغم ان ما قام به حرام شرعا، ويعتبر من أكبر الكبائر، ويقول الله سبحانه وتعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لها أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا).
كذلك عندما يتم عمل «عزيمة» لعدد 5 أشخاص وهي تكفي لـ 20 ويتم رمي الأكل الكثير في القمامة، وعندما تسأل صاحب العزيمة لماذا هذا الإسراف والله سبحانه وتعالى نهى عن الإسراف (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين)؟ فيأتيك الجواب: عيب علي إذا ما سويت هالشي، راح يقولون عني «بخيل» وما بيضت الوجه!
هناك أمور كثيرة لا يتسع المجال لذكرها في مقالة واحدة، ولكن يجب أن نعرف ان الحرام سيبقى حراما حتى لو كان الجميع يفعله، فستحاسب وحدك، استقم كما أمرت لا كما رغبت، وأن تربية هذا حلال وهذا حرام ستنشئ جيلا يراقب الله سرا وجهرا، ولكن تربية هذا «عيب» ستنشئ جيلا يراقب الناس، أضف إلى ذلك متى ما أحست الناس بأن الحرام أعظم من العيب، فسينصلح حالنا وتتعدل تصرفاتنا بإذن الله تعالى.
آخر الكلام: يقول د.مصطفى محمود: إذا رأيت الناس تخشى العيب أكثر من الحرام، وتحترم الأصول قبل العقول، وتقدس رجل الدين أكثر من الدين نفسه، فأهلا بك في الدول العربية.
تعليقات