الأوضاع الاجتماعية أصبحت لا تطاق.. كما ترى بهيجة بهبهاني

القبس

تحت المجهر  -  استمري يا وزارة الداخلية

أ.د بهيجة بهبهاني

 

أصبحت الأوضاع الاجتماعية لا تطاق ولا تحتمل من قبل المواطنين والوافدين في دولة الكويت، وذلك بسبب سوء إدارة بعض أولياء الأمور لبيوتهم، وبالتالي عدم تربيتهم لأبنائهم تربية صالحة تجنّ.بهم الوقوع في المهالك، فلقد امتدت آثار التربية السيئة من البيوت الى الشوارع والمؤسسات الحكومية، باستخدام الأيدي والسلاح الأبيض، بل بلغت الجرأة ببعض هؤلاء الأبناء الفاسدين الى استخدام الأسلحة في الهجوم على رجال الأمن ومن دون وجه حق، الا فكر منحرف وتربية سيئة، بسبب عدم حرص الأهل على بذل الوقت والجهد لمتابعة أبنائهم وتوجيههم نحو الخير والصلاح، ليكونوا مواطنين صالحين يوجهون طاقاتهم لبناء الوطن وإعماره ورفع شأنه بين الأمم. إلا أن بعض الأهالي انشغلوا بالأمور الدنيوية، وتجاهلوا مهمتهم الأساسية المكلفين بها دينيا وقانونيا، وهي تربية ابنائهم وإرشادهم نحو بناء انفسهم وإعمار وطنهم، والمحافظة على أمنه وأمانه، وفوجئت الكويت في يوم عيدها باستشهاد الشرطي تركي محمد العنزي، رحمة الله عليه، الذي توفي إثر حادث الدهس المتعمّد، الذي تعرّض له بعض رجال الأمن -الذين ما زالوا قيد العلاج في المستشفى- وذلك على يد شاب منحرف التفكير وليس مختل العقل (كما قيل)، وتبع ذلك مباشرة قيام فتاة كويتية بمحاولة دهس رجال الأمن اثناء أدائهم واجبهم الأمني، حيث كانوا يحاولون القبض على زوجها الوافد بسبب متاجرته بالمخدرات كما تردد.
ولقد صرح مدير عام الإدارة العامة للعلاقات والاعلام الأمني، العميد عادل الحشاش، بأن «إحصائية القطاعات الأمنية الميدانية خلال فترة الاحتفالات بالأعياد الوطنية، اشارت الى اتخاذ 1533 اجراءً أمنياً، وتحرير 11190 مخالفة مرورية متنوعة، وحجز 526 مركبة، و18 دراجة نارية، وإحالة 41 حدثاً الى جهات الاختصاص»!
ألا يوجد لدى أولياء أمور هؤلاء المتجاوزين للقانون إحساس أخلاقي يوجههم نحو إلزام أبنائهم احترام القانون واحترام المواطنين؟ ولماذا لم يعلموهم أن حريتهم تقف عند حدود حرية الآخرين؟ ولو صح ما قيل: لماذا يتدخل بعض نواب مجلس الأمة لإطلاق سراح هؤلاء المنحرفين عن جادة الصواب؟ ولماذا يتجاوب معهم بعض المسؤولين الحكوميين؟ هل يفعلون ذلك لو كان الشهيد او المصاب ابنهم؟ نسأل الله تعالى أن يرحم الشهيد بواسع رحمته، ويلهم ذويه الصبر والسلوان، وأن يمنّ على رجال الأمن المصابين بالشفاء العاجل. وعساكم دوم عالقوة يا وزارة الداخلية.