الحكومة سبب بلوانا وتقهقرنا.. يكتب محمد الشيباني
زاوية الكتابكتب مارس 2, 2016, 11:52 م 582 مشاهدات 0
القبس
الإسراف والشعب..!
د. محمد بن إبراهيم الشيباني
في كل قرار يصدر عن الحكومة أو وزاراتها أو تعميم أو تنبيه.. أو.. أو.. لا بد أن يكون الخطاب موجّهاً إلى المواطن تحديداً، وأنه هو الملام الأول في كل ما يحدث أو يرتكب من خطايا وآثام، وتبرئ الحكومة ورجالاتها أنفسهم من كل تلك الأخطاء!
وفي واقع الحال والمكان أن سبب بلوانا وتقهقرنا والتردد في تطبيق القرارات والتعميمات، هو هذه الحكومة بأعضائها من دون استثناء واحد منهم.
قولوا لي بربكم: متى طبقت الحكومة على نفسها أولاً قراراتها، وأعني بها من رئيسها إلى وزرائها إلى وكلائها ومساعديهم؟ ومتى رفض المواطن قرارات حكومته وتعميماتها في حال كانت جادة وتقدر المسؤولية الوطنية في كم تلك الأوراق التي تصدرها وتعممها؟!
المواطن متى ما وجد القانون قد طبّق على الجميع من دون استثناء أو محاباة أو تدليل أو تجاوز كان هو أول المطبقين له والممتثلين لبنوده. وللأدلة على ذلك طلبات الهيئات مثل هيئة الفساد من بعض رجالات الحكومة إبراء ذممهم المالية فرفضوا ولم يردوا على نداءاتها المتكررة.
وأما عن امتناع وزراء وغيرهم في الحكومة هذه وقبلها عن دفع فواتير الكهرباء والماء والهاتف، فقد نشر في الصحف، وظهرت أسماؤهم في أجهزة التواصل الاجتماعي بشكل واضح في وقتها، ولا ندري هل دفعوا ما عليهم، أم ما زالت في ذمتهم؟!
هذا غيض من فيض، ونقطة من بحر، وأمثلة بسيطة على عدم تطبيق الحكومة للقوانين، وإلا فالهدر المالي في الانشاءات والتعمير وتعطيل المشاريع والغش فيها من دون عقاب للمقربين من المقاولين وغيرهم، فشيء مخزٍ ويفوق الخيال، ومثاله شقق الصليبخات التي سلمت لأهلها من دون ديكورات للأسقف والمطابخ، والغش في بايبات المجاري والكهرباء، بل وسرقة الكوريين لها، وانتشارهم بالليل هناك لأنها من دون حراسة.
الهدر المالي في وزارات الدولة من قبل الحكومة في هذه الشتوية من بناء المخيمات الخاصة ببعض الوزراء التي يعد إعدادها وعلى حساب الوزارات، كأنها قصور ألف ليلة وليلة لما فيها من بذخ وهدر في ديكوراتها وأثاثاتها وولائمها الزائدة عن حدها والتي مآلها إلى القمامات.
التزموا أنتم أولاً عدم الإسراف، ثم بعد ذلك تحدّثوا عن هذا الخُلق العظيم، فنحن بفضل الله نعرف حرمته ديناً قبل قوانينكم، وذلك لقول ربنا: «...ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين» (الأنعام: 141). فهذه الكلمات من الآية كافية للردع والزجر، فشيء لا يحبه الله كيف نحبه ونفعله؟! والله المستعان.
• وضعنا:
«لا توصي حزين على البكا».
تعليقات