هل هناك أفق لحل سياسي للأزمة السورية؟!.. يتساءل وليد الرجيب
زاوية الكتابكتب مارس 2, 2016, 12:47 ص 805 مشاهدات 0
الراي
أصبوحة - الهدنة الهشة
وليد الرجيب
بعد الهدنة السورية، هل هناك أفق لحل سياسي للأزمة، بحيث يتحول النظام السوري إلى نظام ديموقراطي، بدستور يضمن قيام دولة مدنية، تقودها حكومة انقاذ وطني موقتاً، حتى يتسنى للشعب السوري انتخاب برلمانه ورئيسه؟ هذا حلم كل مواطن سوري وكل مواطن عربي.
لكن هذا الحلم يبدو بعيد المنال، في ظل تمسك الأسد بكرسي الحكم، وتمسك روسيا وإيران بالأسد ونظامه، وخاصة بعد ما تم التوافق على الهدنة، خرجت اتهامات بخرق لها، بحجج مختلفة منها أن الاستقرار قد يتيح الفرصة لـ«داعش» للقيام بعمليات إرهابية.
ويبدو أن بعض الأطراف الإقليمية والدولية لا تستطيع أن تستغني عن خيار الحرب، والجميع متربص بالجميع أو متشكك به، لدرجة تشابك المصالح والغايات وتقاطعها، والضائع الوحيد والضحية هو الشعب السوري، الذي يتعرض للإبادة والتهجير.
الدول الكبرى غير جادة بإيجاد حل سياسي، يوقف القتل والدمار المستمر منذ أكثر من خمس سنوات، ولا تريد القضاء على «داعش» والجماعات التكفيرية، وهو أمر غير مستحيل بالنسبة للدول الإقليمية والدولية، التي تملك ترسانات من الأسلحة الفتاكة، وجيوشا جرارة تستطيع غزو العالم بها.
لكن لعبة المصالح واقتسام النفوذ في العالم، هما ما يُبقي الدمار والقتل مستمرين، كما أن الدول العربية وجامعتها، عاجزة عن إيجاد حل أكثر من تسجيل مواقف، وتكرار الشجب والإدانة، وكذلك منظمة الأمم المتحدة عاجزة أمام نفوذ الدول الكبرى، عن إيجاد حل أممي لهذه الأزمة.
وتزيد الجماعات الممولة للإرهاب الطين بلة، وهي التي تعمل تحت ستار الجمعيات الخيرية، والخلايا النائمة التي تروج لأفكار الغلو الديني، ولم تستطع دولنا القضاء عليها، أو على الأسباب التي حولت شبابنا إلى مشاريع انتحارية، فقد استطاعت الولايات المتحدة والاستخبارات الغربية، ليس فقط خلق منظمات إرهابية، ولكنها نشرت بشكل أو بآخر الفكر التكفيري الجهادي، الذي تراخت دولنا في التعامل معه، سواء في المناهج الدراسية أو في المساجد أو البرلمان وغيرها، وهي أحد العوامل التي تزيد أوار النار في سورية، مساندة بذلك المشاريع الامبريالية في المنطقة، حتى وإن ادعت معاداتها لها.
تعليقات