عن الاستعداد لاحتمال الانهيار الاقتصادي.. يكتب خالد الجنفاوي

السياسة

حوارات  -  الاستعداد لاحتمال الانهيار الاقتصادي

د. خالد عايد الجنفاوي

 

يمكن تعريف الانهيار الاقتصادي بأنه مجموعة متتابعة من الأحوال الاقتصادية السيئة تتسم بشدتها وطول أمدها ومن ظواهرها ارتفاع حالات الإفلاس الفردي والاسري وزيادة نسبة البطالة والتضخم والارتفاعات المهولة في أسعار السلع الاستهلاكية الأساسية. وفقاً لنظرية أن من «ينسون التاريخ محتم عليهم إعادته» يجدر بالإنسان الحذق أن يستعد لأي نوع من الازمات الاقتصادية الكارثية بإتباع بعض الخطوات الوقائية التالية: * وضع رصيدا من المال يغطي المصاريف الفردية أو الاسرية لمدة لا تقل عن ستة اشهر. * وجود نقد في المنزل. * عدم وضع البيض في سلة واحدة، والاحتفاظ بقدر مناسب من الذهب أو الفضة او المعادن الثمينة الأخرى. * التقليل من المصاريف الفردية والاسرية، والتركيز فقط على توفير الاحتياجات الضرورية في الحياة اليومية (الأكل-الملبس…الخ). * تنويع مصادر الدخل بدلاً من الاعتماد الكامل على الراتب فقط. * عمل مخزن في المنزل لحفظ الأطعمة طويلة الأمد (المعلبات-الحليب المجفف-اللحوم المجففة أو اللحم المقدد المملح-الطحين وغيرها). * تطوير مهارات فردية للاعتماد على النفس، كالقدرة على توفير الغذاء عن طريق زرعه في حديقة المنزل أو فوق سطح المنزل). عندما يشعر الفرد انه ربما سيصبح عرضة وضحية لأزمات اقتصادية ومالية كارثية لا دخل له بها غالباً، يجدر به إدراك من المفترض عليه أن يعتمد على نفسه، وربما على أسرته فقط، ومن هذا المنطلق، حري بمن يرغب في عدم التحول إلى ضحية للكساد الاقتصادي، أو لاحتمال الانهيارات الاقتصادية العالمية أن يركز على تطوير ذاته والاعتماد على نفسه كلياً من دون أن يحتاج لمساعدة الآخرين، فأولئك الذين ينسون ماضيهم ولا يتعظون من تجارب التاريخ سوف يكون محتم عليهم إعادة الأخطاء نفسها السابقة، فالاستعداد النفسي والبدني والعقلي للتقلبات الاقتصادية المحتملة ووضع حلول عملية لها لا يدل على الانغماس في التشاؤم، بل على العكس من ذلك، سيدل الاستعداد المبكر لما يمكن أن يجلبه المستقبل من تحديات قاسية على أن الفرد اتعظ قولاً وفعلاً من تجارب الآخرين. فلعل وعسى.