صديق لمائة عام.. بقلم سامي الخرافي
زاوية الكتابكتب فبراير 26, 2016, 11:38 م 598 مشاهدات 0
الأنباء
جرس - صديق لمائة عام
سامي الخرافي
عند سماعي للقصة من شقيق الفتاة تذكرت مسلسل «روائع القصص» والذي كان يعرض في تلفزيون الكويت أيام «عزه» في فترة السبيعنيات والثمانينيات.
قصة غريبة بأحداثها يقول الشقيق: كانا طفلين يعيشان في أحد الأحياء الكويتية القديمة وكانا دائمين مع بعضهما البعض، وحدث أن تم تثمين تلك الأحياء من أجل التوسع العمراني آنذاك فافترقا، فأصبح أحدهما غنيا لأن والده قد منّ الله عليه بالتجارة وصار من كبار التجار في الكويت، أما الآخر فلم يعرف والده كيف يستغل المال الذي أتاه من تثمين بيته وضاعت في مهب الريح.
بعد تلك السنين اصبح لدى بطلي قصتنا اسرة، ولقد أحب ابن الفقير ابنة الغني أثناء دراستهما في الجامعة وأراد أن يتزوجها بعد أن تخرجا من الجامعة فكان يطلب من والدته أن تخطبها له فكانت تقول له: يا ولدي هذول مو من ثوبنا، شرايك أخطب لك من ناس نعرفهم فأجاب الولد: يما، يا هالبنت ولا ما أتزوج، فذهبت الأم للأب وقالت: بوفلان ولدك يبي يتزوج من بنت فلان، وهنا تذكر الأب بأن هذا الاسم «مار عليه» ولكن الذاكرة لا تسعفه فقال له: نفس كلام والدته فرفض الولد، وهنا ذهبا بعد إلحاح الابن الى ديوان والدها فعند وصولهما قال: هل الفلان الفلاني موجود فقال له: معاك الذي ذكرت اسمه، ولكن من حضرتك وشنو تأمر عليه؟ فقال والد الابن: أنا فلان الفلاني وبصراحة وجودي في ديوانيتك بخصوص إن ولدي يطلب بنتك على سنّة الله ورسوله.
فقال له: ما عرفتني يا (.......) وكانت بينهم شفرة وهم أطفال فعرفها على طول وقال انت فلان فقال له: نعم أنا رفيجك في الفريج الفلاني قبل خمسين عاما وياما لعبنا وقاما يتعانقان ويبكيان لمدة طويلة وتحدثا عن ذكرياتهما فقال والدها: بعد هالسنين الطويلة والفراق وتلعب الصدفة في اجتماعنا والله ماراح أخليك تروح عني مرة ثانية وانا موافق ولكن الرأي عند البنت، وتم «الزواج».
إن أصدقاء الطفولة حب من نوع آخر وكما يقول المثل (لا أريد مائة صديق، بل أريد صديقا لمائة عام) الصداقة الحقيقية لا تعرف غنيا أو فقيرا لأن بعض الاصدقاء «هدايا» من الله سبحانه وتعالى فهم دائما أوفياء.
تعليقات