‏ أماني العدواني تكتب: 'سبحان من أضحك وأبكى'

زاوية الكتاب

كتب 1802 مشاهدات 0


في ذروة انشغالنا في الحياة وفي غمرة انغماسنا في ملذاتها وفي قمة اندماجنا في ترتيب أولوياتنا ومسؤولياتنا ولهفتنا في ارتشاف لذة تحقيق الأمنيات والبحث عن أسباب السعادة الدنيوية ، إلى أن أنهكنا التكاثر في البنون والتطاول في البنيان ، والتفاخر في الجاه والمال والأعمال ، وأرهقتنا الهرولة والعدو في سباق الحياة بحثا عن حظ لنا من الدنيا ونصيب، وفجأة وبدون سابق انذار ، نفجع بفقد حبيب وخسارة غال وعزيز ، فنصدم ونكتئب ونحزن ، ويزداد في قلوبنا ألم الفقد و الفراق ومرارة الشوق والاشتياق لأرواح كانت هي النبض لقلوبنا والراحة لأرواحنا ، تسعدنا مجرد رؤيتهم وتروي كلماتهم العذبة ظمأ قلوبنا وتريحنا رقة كلماتهم وحنان نظراتهم ... أرواحا كانت هي الملجأ الآمن لتعب قلوبنا وقلوب طيبة لطالما كانت البلسم الشافي ودواء لجروحنا ، رحم الله أرواحا لم نكتفي بعد من حبها شاركتنا أحلى الأوقات والذكريات و السنين وهزنا إليها الحنين ، رحلوا وأخذوا معهم قطعة من قلوبنا.

وكأن ذلك الفقد والفراق وتلك الفجيعة والاشتياق والحزن والبكاء ، رسائل ربانية تنبهنا أن يا معشر البشر أنتم في دنيا ولستم في جنة ، دنيا فانية وحياة ماضية ومنتهية لا محالة ، عمر قصير في رحلة لا تخلو من الفقد والفراق والحزن والاشتياق ، فاقدين ومفقودين في حكمة الله من تعاقب الأجيال .

أسأل الله أن يشملنا برحمته ويلطف بنا ويجبر القلوب المنكسرة ويحسن خواتيمنا ويرزقنا اليقين الصادق ،
ورحم الله ملامح لا تنسى وأرواحا لا تعوض ولا تولد مرة أخرى ،أرواحا رحلت عنا ولم ترحل منا ،
وسبحان من أضحك وأبكى .

أماني علي العدواني

الآن - رأي: أماني العدواني

تعليقات

اكتب تعليقك