رئيس الوزراء: التقشف لن يمس الأقل دخلا

محليات وبرلمان

'قدرنا إننا في منطقة تموج بالتغيرات والاضطرابات ونحن على حافة حرجة فيها'

7921 مشاهدات 0

الشيخ جابر المبارك

شدد سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء على انه ايا كان التصور الذي سيطبق للتقشف الذي تعتزم الحكومة إقراره بالتعاون مع البرلمان فانه لن يسمح ان يمس المواطنين الاقل دخلا او يمس الحاجات الاساسية للأسرة.
وقال سمو الشيخ جابر المبارك في حديث لصحيفة (الحياة) اللندية في عددها الصادر اليوم الجمعة 'ان هذه ليست المرة الاولى التي نواجه فيها ازمة في اسعار النفط فقد حدثت ازمات في الماضي وان كان التراجع الحالي كبيرا نسبيا'.
وأضاف 'ان الحاجة الى التقشف سبقت الازمة النفطية فلسنا بحاجة الى خفض المصروفات كقيمة مالية فحسب بقدر حاجتنا الى وقف الهدر غير المجدي وتحسين الادارة الحكومية وترشيد بعض البنود في الموازنة والعمل على خلق ثقافة استهلاكية مسؤولة في المجتمع'.
وقال ان الحكومة حاليا في حوار مستمر مع مجلس الامة معربا عن تفاؤله بامكانية التوصل الى اتفاق مناسب لخطة التقشف التي ستكون لها نتائج ايجابية على المنظور البعيد.

وأكد سموه ان 'قدرنا إننا في منطقة تموج بالتغيرات والاضطرابات ونحن على حافة حرجة فيها ورصيدنا في مواجهة أي خطر هو الاتكال على الله سبحانه ثم وحدتنا الوطنية وتماسكنا الداخلي'.
وقال سمو الشيخ جابر المبارك في لقاء مع صحيفة (الحياة) اللندية في عددها الصادر اليوم 'ان تماسكنا الداخلي متحقق بإذن الله على الرغم من اي اختلاف في الرؤى والآراء لان الكويت هي سفينتنا التي تحمل الجميع'.
وأضاف 'نحن على ثقة بان ربان سفينتنا حضرة صاحب السمو امير البلاد حفظه الله ورعاه سيقود الكويت إلى بر الأمان بإذن الله بخبرته وحنكته ودرايته وعلاقاته الاقليمية والدولية'.
وأكد الشيخ جابر المبارك حرص دولة الكويت على ان تحقق افضل العلاقات مع جيرانها ومنها ايران موضحا ان 'لنا ملاحظات على بعض السياسات الاقليمية للحكومة الايرانية وهذا موضع حوار ونقاش دائم مع المسؤولين الايرانيين'.
وأضاف ان للكويت موقفا واضحا تجاه التجاوزات التي وقعت أخيرا ضد المملكة العربية السعودية وضد بعثاتها في طهران ومشهد ومسؤولية النظام الايراني تكمن في التعامل مع الامور بروح المسؤولية حتى وان كانت هناك قوى واتجاهات سياسية مختلفة داخل ايران تتفاوت في التشدد والاعتدال.
واعرب الشيخ جابر عن اعتقاده بانه من مصلحة ايران وجيرانها العرب اتباع سياسة حسن الجوار واحترام سيادة جميع الدول على ضفتي الخليج.
وردا على سؤال حول ما يعرف ب(خلية العبدلي) قال سمو الشيخ جابر انه 'من المؤسف جدا ان يتورط اي كويتي في نشاط اجرامي ضد وطنه وهذه القضية موضع النظر الان في محكمة الاستئناف وللقضاء الكويتي المشهود له بالنزاهة والحياد الكلمة الأخيرة فيها'.
وأكد ان الأجهزة الأمنية الكويتية متيقظة ولا تتوانى في رصد وملاحقة اي تنظيم او تخطيط ارهابي ضد الكويت او الخارج ايا كان مصدره او هويته.
وردا على سؤال عن مواجهة اقليمية بين محورين احدهما بقيادة السعودية والاخر بقيادة ايران تساءل سمو الشيخ جابر بالقول 'الم تبتل منطقتنا بما يكفي من الحروب حتى يتحدث البعض عن مواجهات جديدة'.
وأضاف في هذا السياق ان 'علينا ان نتعظ من الماضي ولا نكرر الأخطاء والمملكة العربية السعودية لم تتدخل يوما في الشأن الداخلي لأي دولة بل كانت دائما مصدر خير ودعم ومساندة لأي دولة عربية او اسلامية'.
وأوضح ان على القيادة الايرانية خصوصا مسؤولية تعديل الكثير من السياسات والتوجهات لنزع فتيل التوتر في بقع كثيرة في المشرق العربي.
وأكد سمو الشيخ جابر ان دولة الكويت جزء لا يتجزأ من مجلس التعاون الخليجي مشددا على ان اصحاب الجلالة والسمو قادة المجلس بينوا بشكل واضح ومتكرر سعيهم لتجنيب المنطقة كل الشرور وحرصهم على بناء علاقات افضل مع الجوار مبنية على الاحترام المشترك وتبادل المصالح.
بيد انه أشار الى ان التدهور الخطير الذي شهده اليمن العام الماضي بسبب تجاوزات جماعة الحوثي والمتحالفين معها على الشرعية بدعم خارجي واضح تطلب تدخلا خليجيا مباشرا لدعم الشرعية ولمساعدة الشعب اليمني الشقيق على استعادة السيطرة على سيادته الوطنية.
وأعرب سمو الشيخ جابر عن ثقة دولة الكويت في الدور السياسي والعسكري الذي تلعبه المملكة العربية السعودية الشقيقة بقيادة وحكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لإعادة الامور إلى نصابها في اليمن مؤكدا ان مجلس التعاون لدول الخليج العربية سيقوم بدوره البناء في دعم كل القضايا العربية.
وحول رؤية دولة الكويت للتحالف الاسلامي الذي اعلن عنه أخيرا ومناورات (رعد الشمال) التي تستضيفها السعودية قال سمو الشيخ جابر ان الكويت جزء من هذا التحالف وتشارك وحدات من الجيش الكويتي في المناورات.
وأوضح ان 'مشاركة الكويت ما هي الا امتداد لالتزامنا الخليجي اساسا ضمن (درع الجزيرة) اذ كما تعلمون لدينا وحدات جوية وبرية تشارك الى جانب الاشقاء في جهود دعم الشرعية في اليمن'.
وبين الشيخ جابر ان 'هناك اتجاها آخذا في التبلور لعمل عربي اسلامي مشترك يعزز الاستقرار في المنطقة ويمنع امتداد التوتر والتهديد الى مناطق جديدة'.
وردا على سؤال حول موقف دولة الكويت من الاتفاق النووي بين الغرب وايران قال سمو الشيخ جابر 'نحن مع اي اتفاق يزيل التوتر ويمنع شبح الحروب' مشيرا الى ان لكل دولة الحق في التقنية النووية السلمية وقبول ايران الالتزام بالضوابط الدولية هو أمر ايجابي.
واعرب الشيخ جابر عن امله في ان يعمل المجتمع الدولي على فرض الامر نفسه على اسرائيل التي هي مستثناة من اي جهد دولي للرقابة على صناعتها النووية وهي السبب في نشوء هاجس السباق النووي في المنطقة.
وحول رؤية دولة الكويت للازمة السورية وموضوع مكافحة الارهاب المثار دوليا بهذا الشأن قال الشيخ جابر ان 'المعلومات والصور القادمة من سوريا كل يوم تدمي القلب وتوجع الفؤاد مما يصيب أهلنا واخواننا في سوريا من محن'.
وقال ان 'ما يعانيه الشعب السوري الشقيق من قتل وتشريد الملايين من شعبه اضافة الى الدمار الكبير الذي تعرض له هذا البلد العزيز يحتم علينا البحث عن حلول سياسية تنهي هذه المآساة الكبرى'.
وقال ان 'ما يحزننا أكثر مسعى بعض الاطراف الى تهميش محنة الشعب السوري وتحويل القضية الى حرب ضد (داعش) والمنظمات الإرهابية الأخرى'.
وتساءل الشيخ جابر المبارك في معرض إجابته هل الارهاب ممارسة اجرامية مرفوضة ايا كانت هوية صاحبها أم تهمة يريد البعض لصقها بالعرب و المسلمين؟.
واعرب سموه عن استغرابه الشديد من اسلوب تعامل القوى العظمى مع المسألة السورية مع كل ما تحمله من وحشية ومآس يدفع الشعب السوري ثمنها.
وقال 'نحن في الكويت عرفنا الارهاب وواجهناه منذ الستينات ونحن في مقدمة المشاركين في اي جهد اقليمي او دولي ضد اي ارهاب مهما كانت هويته او طبيعة الجهة التي تمارسه ونطالب بان يكون واجب الجميع مواجهة هذه الافة دون انتقائية او سوء استغلال'.
ولفت الى ان دولة الكويت فطنت منذ الشهور الاولى لمحنة سوريا الى الجانب الانساني الكبير للقضية وعملت على تنظيم واستضافة ثلاثة مؤتمرات للدول المانحة للشعب السوري بمبادرة من سمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله وكانت الكويت في مقدمة المانحين وهذا اقل واجب تجاه الشعب السوري الشقيق.
وحول علاقة دولة الكويت مع العراق بعد ربع قرن على التحرير قال سموه 'العراق ظروفه صعبة ونحن بذلنا كل ما نستطيع في مساعدة جارنا الشقيق على تخطي مرحلة النظام السابق والانتقال الى نظام وطني تعددي يجمع العراقيين ويكون مرتكزا لاستقرار المنطقة بعد ان كان مصدر ارباك وكوارث لها ابان حكم صدام'.
وذكر انه للأسف لم تجر الامور في العراق كما كان مأمولا وأعتقد انه على الرغم من وجود تدخلات خارجية فان مسؤولية التعثر في العراق ترجع إلى فشل بعض الساسة العراقيين في تجاوز الفئة والطائفة والعرق الى العراق الوطن الأكبر مما فتح الباب لمزيد من التدخلات الاقليمية والدولية وخلق صراعات دائمة.
وقال 'نحن لدينا علاقة جيدة مع الحكومة العراقية ونسعى دوما إلى تعزيز كل صور التعاون الممكنة ولكن كما ذكرت العراق ظروفه صعبة ونأمل ان يتمكن من تجاوزها'.

الآن - كونا

تعليقات

اكتب تعليقك