بات لزاما إنشاء هيئة خاصة معنية بالاقتصاد.. بوجهة نظر تركي العازمي
زاوية الكتابكتب فبراير 23, 2016, 12:06 ص 428 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف - سالم الصباح.. و'المجاملة'
د. تركي العازمي
نائب رئيس الوزراء وزير المالية محافظ البنك المركزي السابق الشيخ سالم عبدالعزيز الصباح، ذكر ان الحكومة تجامل في العجز المتوقع بـ 54 مليارا، وانه سيفوق ذلك، وتساءل عن عدد المركبات واستهلاك البنزين والكهرباء للمدن الجديدة... الخ («الراي» عدد الأحد 21 فبراير 2016).
فليسمح لي ابا فهد، الانسان، قبل أن يكون شيخا ووزيرا وقبلهما محافظا للبنك المركزي، بالقول ان عامل المجاملة هو من «دهورنا».
تساؤل الشيخ سالم في محله: يجب ان تكون هناك قراءة دقيقة للوضع بعد 5 سنوات، وهل التغيير في التركيبة السكانية والمدن السكانية الجديدة والمشاريع الكبرى، دخلت ضمن الحسبة؟
نحن أشبه بمن يدخل غرفة المستقبل عن طريق الشباك... والواقع يتطلب دراسة حسابية، فيه الارقام تسبقها القرارات التصحيحية... فالتنبؤ بالتغييرات الديموغرافية والاستهلاكية والعمرانية والمالية وغيرها، هو علم احصائي اجتماعي مؤسسي و«ثقافي» له قواعده ومعاييره، فأخذ رقم العجز وضربه بعدد السنوات من دون الأخذ في الاعتبار للمتغيرات الأخرى، غير مجد.
لذلك٬ أرى انه بات لزاما انشاء هيئة خاصة معنية بالاقتصاد، وأتمنى ان توكل مهامها للشيخ سالم الصباح، الذي على حد علمي، صاحب فكر نادر وسمات أخلاقية قلما نجدها في وقتنا الحاضر.
وانشاء الهيئة المقترحة يتطلب تسليحها باتخاذ القرار وان تدمج تحت مظلتها الهيئة العامة للاستثمار والمؤسسات المعنية في توفير موارد مالية للدولة، والا يدخل أو يؤثر في عملها عامل «المجاملة»!
لقد «جاملنا» بما فيه الكفاية الى درجة اننا أصبحنا في المؤخرة، وفق التصنيفات الدولية على مختلف الأصعدة، والمزعج هنا، وهو أمر ملحوظ، اننا نعشق تشكيل اللجان لأي قضية تمس الشارع الكويتي.
اذكر في السنوات الأخيرة من عملي في القطاع الخاص، ان في اي اجتماع نحضره، تتم مناقشة المواضيع وتتخذ القرارات في الاجتماع نفسه، يعني «ما في مجاملة» الا في حالات نادرة جدا.
لقد اسرفنا في معالجة القضايا من خلال الدخول عبر «الشباك»، وفي بعض الأحيان تترك لعامل الزمن أو توكل مهمة الاستشارة لوضع حلول لها لمن لا يجيدون أبجديات الاستشارة، ناهيك عن التخصص والكفاءة وغيرهما من متطلبات علاج القضايا الحيوية.
نقول لهم، هناك تقصير ونوضح أوجه التقصير... وتعرض بين يوم وآخر، صور من صور الفساد، وآخرها ما تكرر حول البلدية وقبلها التربية ولجانها والصحة و... «ما من فود»!
العنوان «سالم الصباح و... المجاملة»، قصدت منه الحاجة لعودة العقول والخبرات المتميزة من امثال الشيخ سالم الصباح، الذي افتقدنا مع غيابه ٬ ولا قصور في البعض٬ الى المعالجة العلمية العملية، حيث إن ارتباط العلم والمعرفة مع الخبرة اضافة الى الأخلاقية في العمل، من اهم سمات أصحاب القرار، وإنني أرى أن هذه الصفات مجتمعة نجدها في الشيخ سالم الصباح والبعض ممن أزاحتهم قوة «المجاملة»، بعيدا عن دائرة اتخاذ القرار الإصلاحي.
فهل نصحو من غفلتنا ونتدارك الأمر بمعالجات احترافية للقضايا العالقة، تبدأ من إعادة التركيبة القيادية الى الوضع الصحيح المنسجم مع الحاجة الملحة للحقبة الزمنية الحاضرة والمستقبلية؟... الله المستعان.
تعليقات