حبّ الوطن ليس في التعلق بدنانيره وعطاياه.. هكذا يعتقد صالح الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 842 مشاهدات 0


الأنباء

بلا قناع  -  وطن الدينار

صالح الشايجي

 

في حكم قضائي تمّت زيادة بدل الإيجار الذي تتقاضاه المدرسة الوافدة من 60 دينارا إلى 150 دينارا.

لا علم لديّ كيف وصل هذا الأمر إلى القضاء، ولِمَ بتّ به القضاء وليست الحكومة وبالذات وزارة التربية، ولكن المهم عندي الواقع الذي أفرزه هذا الحكم وهو زيادة البدل.

ما عناني بهذا الحكم الذي رفع الغبن عن أخواتنا المدرسات الوافدات، هو عدالة الحكم من ناحية ومن ناحية أخرى الراحة التي ستحققها هذه الزيادة لتلك الفئة الموقرة من المدرسات اللواتي بقدر ما نوفر لهن الراحة نكسب منهن عطاء أوفى.

وبقدر هذا الفرح الذي غمرني، فقد أحزنتني ردات فعل بعض الكويتيين ـ والكويتيات بالذات ـ حيث راحوا يصبّون جمّ غضبهم على هذا الحكم متناولين أخواتنا المدرسات الوافدات بما لا يليق، وكأنّما هذه الزيادة كانت في أفواههم ونزعت منهم لتعطى لغيرهم.

وأظهروا روحا عنصرية بغيضة تتعالى على البشر الوافدين وفتحوا باب المظلومية والجشع والطمع وطالبوا الحكومة بمطالبات مادية لأنفسهم لا سقف لها.

هؤلاء هم ممن يصدعون رؤوسنا آناء الليل وأطراف النهار وفي كل ضحى ضاح وعصر عاصر، بالتشدق بحب الكويت «ديرتنا الحبيبة» و«عسى الله لا يغير علينا» و«الله يعزك يا كويت يا أحلى بلد» و«نموت نموت وتحيا الكويت» وما إلى ذلك من المحفوظات الساذجة المكرورة الخالية من أي معنى حقيقي سوى تلك الشفاه التي تتحرك والألسنة التي تلوكها.

ولكن عند الحقيقة نكتشف أن الكويت بالنسبة لهم، مجرد صراف آلي يحبونه حين يدسون أرقامهم ويغدق عليهم الدنانير وكفى، ثم ينصرفون عنه، لا جزاء ولا شكورا.

أنا ومثلي الأغلبية الغالبة والأكثرية الكاثرة من الكويتيين الذين لا نتشدق بحب الوطن صباحا ومساء، أفرحنا ويفرحنا كل ما يوطد العدل في بلادنا ويرفع الغبن عن مغبون في بلادنا، وكلما سارت بلادنا في طريق العدل والنور علت قامتنا الوطنية وزاد افتخارنا بوطننا.

هكذا نفهم حب الوطن وهكذا يكبر الوطن في قلوب عشاقه.

حبّ الوطن ليس في التعلق بدنانيره وعطاياه وهباته، وإن عدل مع غيرنا سلخناه بسياط اللوم والحسد.

إنه «وطن النهار» لا وطن الدينار!!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك