التعليم أول قربان تقدمه الحكومة في سبيل التقشف.. كما يرى ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 473 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية  -  التعليم ضحية التقشف الأعمى

ناصر المطيري


أول قربان تقدمه الحكومة في سبيل توفير الهدر المالي في الميزانية هو التعليم، وهذا أمر مخجل ومؤسف أن يصبح التعليم ضحية سهلة في بلد يتولى وزارة التربية والتعليم فيه رجل أكاديمي ومحسوب على تيار فكري منفتح وتقدمي.
تخفيض ميزانية البعثات الخارجية أو ايقافها لايعكس الا انعداماً في الرؤية وتخبطاً في القرار، في حين أن الحكومات والشعوب الحية في العالم الحر ترصد أعلى الميزانيات للتعليم وتعطيه الأولوية على ماعداه، ولنا في اليابان والمانيا عبرة وشاهد تاريخي، فرغم خروج الدولتين من حروب مدمرة الا أنهما بدأتا بتطوير التعليم، فأصبحتا اليوم قوتين عالميتين اقتصاديتين، هذا هو منطق الأمر والرؤية الواضحة النيرة.. أما في دولنا العربية والخليجية فتجد صفقة تسلح واحدة بمليارات الدولارات لشراء أسلحة لاحاجة لها ولايستعملها الجيش أعلى من ميزانية التعليم بكل مستوياته لعشرة أعوام.
الحقيقة ليس هناك في عالمنا العربي ايمان حقيقي في التعليم لأن بعض الحكومات في واقع الأمر ترى في «التجهيل» هدفاً سياسياً يحقق لها مصلحة حيث يضعف وعي الشعب وتضعف معه المراقبة والمحاسبة لأداء الحكومات.
التعليم لدينا عبارة عن مبان ومنشآت كبيرة وربما مدن جامعية ولكنها خاوية من المضمون من حيث مستوى التحصيل العلمي بسبب تخبط السياسات التعليمية وتراجع مستويات المعلمين، وتفشي المحسوبيات والفساد وغياب سياسات الاصلاح المخلصة.
بل حتى التعليم العالي وسياسة الابتعاث واعتماد الجامعات الخارجية ليس بعيدا عن هذه السياسة حيث تتغافل الجهات المعنية عن جامعات دون المستوى يحصل منها الطلبة على شهادات تخصصية مهمة ويتصدرون المسؤولية في البلد، وخير شاهد على ذلك القضايا الحالية في المحاكم حول الاعتراف ببعض الشهادات الجامعية والعليا.
التعليم في أزمة كبرى وسياسات التقشف العمياء ترمي التعليم في سلة المهملات.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك