الحكومة باعتقاد خالد الجنفاوي مطالبة بتوضيح مشروعها للإصلاح الاقتصادي
زاوية الكتابكتب فبراير 19, 2016, 12:21 ص 457 مشاهدات 0
السياسة
الإصلاح الاقتصادي والتخطيط على المدى الطويل
د. خالد عايد الجنفاوي
تسعى كثير من الحكومات في عالم اليوم لوضع خطط طويلة المدى بهدف تنفيذ إجراءات فعالة لتحقيق ترشيد إنفاق يعالج الاختلالات الاقتصادية الجذرية والمعضلات المتشعبة التي يعاني منها اقتصادها المحلي. وفي سياق موضوع ترشيد الانفاق في الكويت، يغيب نقاش مناسب في الساحة الإعلامية والسياسية حول طبيعة الإصلاحات الاقتصادية الضرورية على المدى الطويل، فلا يمكن تحقيق ما يطلق عليه المتخصصون الاقتصاديون التسوية المالية أو الإصلاح المالي والاقتصادي، والذي يعتبر ترشيد الانفاق أحد خطواته الضرورية، دون طرح خطط مستقبلية على المدى الطويل. وربما يجادل البعض بأنه يصعب أحياناً كثيرة وضع خطط طويلة المدى بشأن الاقتصاد وذلك بسبب ارتكازه على سيناريوهات مالية واقتصادية لا يمكن توقعها، ولكن ما سيضمن نجاحاً نسبياً لأي خطط وستراتيجيات تهدف لترشيد الانفاق هو مدى التزام الحكومات بالإصلاحات طويلة الأمد لمواجهة عجز موازنات حتمي ومتوقع أن يحدث في الأعوام القليلة المقبلة. بمعنى آخر، انشغال البعض بالتنظير الاقتصادي والانغماس في نقاشات فلسفية وانتخابية لدغدغة او لإثارة مشاعر المواطنين لا تتوافق مع المعطيات الفعلية للاقتصاد المحلي، وما يمكن أن يجلبه المستقبل من تقلبات اقتصادية ربما تكون نتائجها السلبية أقسى مما نشهده حالياً. على سبيل المثال، إذا كانت الحكومة تسعى لتحقيق تنظيم مالي فعّال ومرن في آن واحد يؤهلها لمواجهة الازمات الاقتصادية المقبلة، فلا بد لها أيضاً في أن تفكر جيداً في مدى فعالية الإجراءات البطيئة التي تتخذها أو تحاول تنفيذها حالياً كإمكانية تخفيض أو إعادة هيكلة عملية صرف الدعومات، فتخفيض مخصصات العلاج بالخارج ودون توفير تفسير اقتصادي ومالي مناسب ربما لا يكشف عن تخطيط استراتيجي بعيد المدى. حري بالحكومة أن توضح البنود الكاملة لمشروعها حول الإصلاح الاقتصادي وتكشف عن الإجراءات المستقبلية لترشيد الإنفاق وليس فقط القيام بتنفيذ إجراءات على مدى قريب أو متوسط تفسرها بعض الصحف المحلية بأنها تهدف لجس نبض مجلس الأمة والمواطنين. حين يواجه أحد الأفراد أزمة نفسيه أو معنوية صعبة وبشكل متكرر فيتوقع منه الآخرون أن يتمتع بمرونة التفكير وطول النفس! لا يمكن التعامل بشكل عاطفي مع الازمات الاقتصادية العالمية بل يجدر وضع خطط واضحة تعالج سيناريوهات اقتصادية مختلفة، وفي ظل التدهور المتواصل في أسعار النفط، يجب التفكير ملياً في إمكانية تنفيذ إجراءات لا بد منها وتتوافق مع ما يستدعيه الإصلاح الاقتصادي الحقيقي. كاتب كويتي
تعليقات