لا عزاء للمطبلين- يكتب زايد الزيد
زاوية الكتابالحكومة تعاقب من يستحق العلاج بالخارج، فهل تتجرأ على سراق المال العام؟
كتب فبراير 16, 2016, 11:58 م 9081 مشاهدات 0
النهار
الخلاصة - لا عزاء للمطبلين
زايد الزيد
فجأة، وبدون سابق انذار، أصدر مجلس الوزراء قرارا مفاجئا بتخفيض المخصصات المالية لمرضى العلاج بالخارج، والقرار الجديد هو بالأساس اعتراف بالتسيب الذي كان يلف قصة العلاج بالخارج برمتها، فلقد استفحلت الواسطة في هذا الملف حتى ظهرت عندنا على السطح وبشكل فج مايعرف بـ «السياحة العلاجية»، لتصل ميزانية هذا العبث نحو ملياري دولار سنويا في الأعوام الماضية!
قرار الحكومة الجديد هو في حقيقته عقاب لاصحاب الحالات المستحقة لأنه من المستحيل ان الخمسين ديناراً تكفي لسكن واطعام وتنقلات المريض ومرافقه في اليوم الواحد، فالحكومة بدلا من أن تسعى لضبط التسيب والفوضى وحتى التزوير في قرارات العلاج بالخارج، ابتدعت قراراً يحرم الجميع ويعاقب المستحقين في ظل سوء وتردي الخدمات الطبية بالداخل!
وقرارات من هذا النوع ليست بمستغربة على الحكومة والأجهزة التابعة لها، فلقد تعودنا على التخبط والفوضى، فكلنا يتذكر الفضيحة التي جرت قبل اسابيع قليلة حين اعلنت عطلة رسمية وفي أقل من 24 ساعة تم تعديل موعدها، لكن الجديد هو ان السرعة والجرأة في اتخاذ مثل هذا القرار جاءتا فقط لتمسا مصالح غالبية المواطنين وجيوبهم ممن لايجدون علاجا مناسبا بالداخل ولا يستطيعون ان يتعالجوا على حسابهم بالخارج، وفي الوقت ذاته لانجد الحكومة تستطيع ان تتخذ قرارات بهذه السرعة والجرأة تجاه أبواب الهدر في المصروفات وهي ابواب كثيرة ومتعددة، كما انها لايمكن ان تتخذ قرارات بهذه الجرأة والسرعة تجاه سراق المال العام!
وحده المواطن البسيط هو من يتحمل تخبط الحكومة وسوء ادارتها، ولاعزاء للمطبلين.
تعليقات