2016 'سنة الموس'.. بقلم ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 450 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية  -  سنة الموس

ناصر المطيري

 

تحفظ الذاكرة الكويتية بعض الأحداث التي تظل راسخة أكثر من غيرها في تراث المجتمع، حتى إن بعض الأحداث تحولت إلى ما يشبه الأمثال الشعبية في ثقافتنا المحلية.
ولعل السبب يعود إلى قوة الحدث أو درجة تأثيره في الناس.. وبلغ الأمر إلى درجة أن بعض السنوات حملت اسم حدث معين وقع فيها وأصبح تاريخاً مميزاً معروفاً، ومن أبرز الأمثلة على ذلك سنة الهدامة 1934، سنة المجلس 1938، سنة هدم السور 1957، سنة الدستور 1962، وسنة الغزو 1990، وغيرها من الأحداث الكبيرة المؤثرة في تاريخ الكويت وتحولاتها السياسية والاقتصادية.
وبكل جدارة تستحق سنة 2016م أن تسمى «سنة الموس» وبتعبير أوضح هي السنة الحالقة، لتضاف إلى السنين التاريخية التي حفظتها ذاكرة الكويتيين، وذلك وفقا لتصريحات وزير المالية أنس الصالح، الذي أكد أن «موس التقشف الاقتصادي سيطال كل الرؤوس»، في تعبير عن عمق الأزمة المالية التي تواجهها البلاد جراء تراجع اسعار النفط وانخفاض الإيرادات المالية..
المشكلة أن ثلاث عشرة سنة مضت من الفوائض المالية والربيع الاقتصادي عمرت فيه خزائن الدولة ولكن البلد بقيت صلعاء من التنمية حيث كان موس الفساد يحلق شعر التنمية، فاختفت تسعة وثلاثون مليار دينار تم رصدها في عام 2010 بقانون لانجاز مشاريع تنموية لمدة خمس سنوات، فأضحت سرابا يحسبه الظمآن ماء.
ثلاثة عشر عاما مضت من الفوائض في الميزانية العامة للدولة، أهدرت فيها أموال طائلة على السياحة العلاجية الممهورة بتوقيعات الترضيات النيابية وكسب الولاءات دون ان نشاهد ارتقاء في الخدمات الصحية أو انشاء مستشفى عالمي متخصص ربما لا يكلف ربع ما تم هدره على العلاج في الخارج، وتأتي الحكومة الرشيدة اليوم لتصحح الخطأ بخطيئة أكبر فتقرر تخفيض مخصصات العلاج للمرضى بما ينعكس سلبا على صحة من يستحق العلاج فعلا.. التصحيح يجب أن يكون بتقنين العلاج في الخارج وابعاده عن المحسوبيات والواسطة ليتم ارسال المريض المستحق للرعاية العلاجية الخارجية فقط.
ومع موس الفساد كان موس الهبات المليارية الخارجية يحلق ما تبقى من فوائض مالية، وقائمة الهدر تطول وسوف تستمر وربما تمتد سنة الموس إلى سنوات.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك