الانتماء والولاء للوطن يأتي بالأفعال لا الأقوال.. بوجهة نظر عادل الإبراهيم

الأنباء

قضية ورأي  -  الانتماء للوطن لا لغيره

لواء د. عادل إبراهيم الإبراهيم

 

نكرر دائما أن الانتماء والولاء للوطن لا يأتي إلا بالأفعال لا الأقوال، وتسقط دونه جميع الولاءات الجزئية المتمثلة في العائلة أو الطائفة أو القبيلة.. والتي نقدرها في حدودها وألا تتجاوز حدود الولاء والانتماء للوطن الذي تمتد مظلته لجميع المواطنين دون أي اعتبار لأي انتماء آخر.

ويتعزز الانتماء والولاء بتحقيق مبادئ العدالة والمساواة بين فئات المجتمع مع إيماننا بأن تلك المساواة نسبية ولكن لا تقلل من درجة الانتماء للوطن. ويتأثر الانتماء عندما تتغلب المصالح الفئوية والتركيز على الانتماء الجزئي بدلا من الوطن خاصة عندما يتأتى ذلك التحيز الفئوي ممن يتقلد مسؤولية عامة يفترض فيه الالتزام بما حدده الدستور ورسمه القانون من حقوق وواجبات للمواطنين، وخاصة فيما يتعلق بالعدالة والمساواة، لا أن يكون همه وشغله الشاغل أخذ ما يمكن أخذه لتعزيز مكانته الفئوية لمصالح خاصة، ضاربا بعرض الحائط كل المثل والقيم والتوجهات لتعزيز الانتماء والولاء للوطن، وإلا فما تفسير المجاهرة العلنية لأحد المسؤولين بتعيين أبناء جلدته بل والتفاخر بذلك، وهذا ما شاهدناه عبر فيديو منتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤخرا وهذا بحد ذاته نقطة سلبية تحسب على الإدارة الحكومية التي للأسف لم تحرك ساكنا لإعادة الأمور إلى نصابها.

وقد سمعنا مؤخرا من سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك تصريحه بمحاسبة كل مسؤول مقصر في أداء عمله وتأكيده على ذلك في مناسبات سابقة، كما أن سموه أشار إلى وجود ترهل في الإدارة الحكومية، ونحن هنا لا نجتزئ تصريحه خلال لقائه مع اللجنة المالية البرلمانية، بل نشير إليه وتأكيده بالبدء في الإصلاح لمعالجة الترهل.

ولا شك أن الجميع يقف مع سمو رئيس مجلس الوزراء في ذلك، وأمام هذه الكلمات الصريحة فإن التحقيق فيما يتم تداوله من تفضيل الولاء والانتماء الفئوي جهارا نهارا، يصبح أمرا مطلوبا لتعزيز مبدأ الانتماء والولاء للوطن لا لغيره حفاظا على مكتسباته وصونا للعدالة والمساواة بين أبنائه دون النظر إلى الانتماء الجزئي الذي ينصهر أمام الانتماء والولاء الوطني فهل نرى تحركا.. يعزز أن الانتماء والولاء ليست مجرد كلمات نتغنى بها دون ان تساندها أفعال ومواقف؟.. هذا ما نأمله.