هل سعادة الإنسان أصبحت شيئا مستحيلا؟!.. تتساءل نرمين الحوطي

زاوية الكتاب

كتب 391 مشاهدات 0


الأنباء

محلك سر  -  السعادة التنفيذية

د. نرمين الحوطي

 

أصبحت السعادة شيئا أساسي مما جعل بعض الدول تبحث عن توفيرها من خلال منح السعادة السلطة التنفيذية وإعطائها صفة حكومية للبحث عن السبل للوصول إليها وتحقيقها لبني البشر، من هذا المنطلق تبدأ سطور مقالتنا التي تبدأ بسؤال: هل سعادة الإنسان أصبحت شيئا مستحيلا لنجعل لها جهازا حكوميا للبحث عن السبل لها وكيفية وصولها لمجتمعاتنا؟

في الماضي عندما كنا نشاهد أفلام الأبيض والأسود كانت تتردد من خلال تيمة الفيلم ما يسمي «حبوب السعادة» وكنا نأخذ الموضوع بأنه كوميديا الموقف أو الكوميديا من أجل الكوميديا، واليوم مع تطور العلم والتكنولوجيا نجد أن ما كنا نعتقد بأنه كوميديا من أجل الضحك أصبح حقيقة وأصبحت السعادة جهازا حكوميا للبحث عن كيفية تواجدها وتوفيرها للإنسان، إذ أصبحت السعادة ليست شعورا مقتصرا على الإنسان بل هو واقع مفقود في هذا الزمن وأصبحت المشاعر واقعا ملموسا وجب على الأنظمة الحكومية أن تجعل أجهزة الحكومة تقوم بالبحث والتدقيق والتطوير لتحقيق السعادة للشعوب، ومن هنا أصبحنا أمام قضية مهمة وملحة على أنظمتنا الحكومية وهي «أن الشعوب في تلك الآونة تمتلك من الحزن الكثير» مما جعلنا اليوم نسمع ونشاهد ونقرأ عن بعض الدول أخذت من الجهات التنفيذية جهة لها تقوم بالبحث والتطوير لتجعل السعادة ترتسم على أوجه مجتمعها وتجعل القلوب تغمر بها.

للأسف الشديد عندما كتب الخبر عن تلك الوزارة وأنها بالفعل أصبح لها كيان دستوري وفعلي في إحدى الدول العربية الشقيقة قام البعض بالاستخفاف بتلك التجربة وذلك الصرح التنفيذي وللأسف من قام بالاستخفاف والتهريج على ذلك لا يمتلك من العقلية الكثير ولا يدرك أهمية السعادة والشعور بها لأنه هو بالأساس افتقد هذا الشعور فكيف لفاقد الشيء ان يعطيه؟!

إن السعادة لا تقتصر على الابتسامة والفرح، ولكن السعادة هي الشعور بالرضى بما يمتلكه الإنسان ومن هنا يبدأ البحث: كيف نجعل الإنسان راضيا بما أنعم الله- عز وجل- عليه من نعم؟ ما الأشياء الضرورية التي يفتقدها الإنسان والتي جعلت من الحزن سكنا في العقل قبل القلب مما نتج عنه إنسان سلبي لا إيجابي؟ كثير من التساؤلات من خلال الأجوبة عنها والعمل عليها نستطيع أن نجعل السعادة ينبثق نورها مرة أخرى في مجتمعاتنا، فعندما تشرق شمس السعادة في نفوس الآخرين نجد أن مجتمعاتنا تمتلك من الطاقة الإيجابية الكثير، فتؤول به للعمل والارتقاء والتطوير فيه والإنجاز ما يجعلنا في المستقبل شعبا محبا وصحيا يعمل على الإنجازات المثمرة للدولة. ومن هذا وجب علينا أن تكون السعادة تنفيذية.

من أقوال الإمام الشافعي:

طلبنا ترك الذنوب فوجدناه في صلاة الضحى

وطلبنا ضياء القبور فوجدناه في قراءة القرآن

وطلبنا عبور الصراط فوجدناه في الصوم والصدقة

وطلبنا ظل العرش فوجدناه في محبة الصالحين.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك