الأوفياء في كل شيء قليلون.. يكتب محمد الشيباني
زاوية الكتابكتب فبراير 13, 2016, 11:16 م 727 مشاهدات 0
القبس
الوفاء 'وينه' اليوم..؟!
د. محمد بن إبراهيم الشيباني
لا تعدم الجماعات والأفراد بعض الوفاء بكل أوصافه الحميدة الطيبة، ولكن ليس ذلك على اطلاقه. فهذا الخُلق مثله مثل أي خُلق آخر عملت به جماعة وعطلته جماعات، فالشيء الطيب الجميل قليل أهله، ولو سألت أي إنسان ومن طبقات الناس المختلفة كم عدد من صادقت، زاملت، صاحبت، تعاملت معهم ووفوك حقك في كل ما سبق؟ لقال الأكثر: قليل هم «الأوفياء» في كل شيء، فكثير صاحبهم الذي أمامهم، فإذا أدار لهم ظهره نسوه!
يحدثني أكثر من صديق وأخ وزميل، بل من متابعين لما أكتب من الجنسين، أما الأول فيقول: لقد أعطيت مسؤولي في الوزارة كل ما أملك من جهد وطاقة ووقت، حتى كنت أتأخر عن بيتي ومصالحي لأسد النقص وأقيل العثرة وأسد العيب، وكنت انتحارياً في عملي، لا أعرف الكلل ولا الملل حتى وصلت الحال الى أن لامني أهلي «وقراباتي وزملائي ومحبيّ»، على أن ما تقوم لهذا وذاك فوق طاقتك ووقت الوزارة وفوق ذلك من دون دينار واحد سترى كيف سيتنكر لك مسؤولك، سواء كان وزيراً، وكيلا، مديراً، أي منصب من المناصب يحدثني هذا نفسه؟! وبالفعل لما ترك مسؤولي الوزارة لم يكتب أي توصية، تزكية، حق من حقوق لي، ولما ذكروه بذلك لم يرد عليهم وأعطاهم «أذن من طين وأخرى من عجين»!
ولما وفق هذا المسؤول في الدولة بعد تقاعده بمنصب ذهبي لم يلتفت إلى صاحبه أو يتذكره!! هذا يحدث كذلك في الشركات التجارية عند التجار والشيوخ وع.لية القوم وفي كل مكان.
هذا الأول، أما الثاني فلا يشترط أن يكون رجلا فقد أصيبت النساء الزوجات، الأخوات، الأمهات، القرابات بشيء من ذلك! فهذه الزوجة التي جعلت من زوجها شخصية مرموقة في المجتمع غنى وسمعة وأمانة ثم تنكر لها، بل سرق أموالها وأساء إلى سمعتها وأهلها!
وذاك الذي سرق إخوانه وأمه وعمته وخالته.. طابور طويل من الشخصيات تنكّر هذا الصنف لهم مع ما صنعوا له وعلموه كيف يكون رجلا. وقد يكون العكس المرأة تلك التي كانت في الحضيض فرفعها زوجها إلى مصاف النساء «المعتبرات» ثم داست عليه وعلى الحياة الزوجية بصورها قاطبة.
الكلمات في هذا الموضوع لا تنتهي عند حد محدود، فالقصص كثيرة ولعل في هذه الذكرى عبرة، ليتذكر من تذكر، ثم أدى لأهل الفضل فضلهم. والله المستعان.
• الظالم:
«أشر الناس من ظلم الناس للناس»!
تعليقات