منتقدو المواطنين يعشقون كل ماهو بالمجان.. يكتب ناصر العليمي

زاوية الكتاب

كتب 475 مشاهدات 0


الأنباء

خفايا ساطعة  -  المواطن والـ 40 ألفاً وقهوة الحكومة

م. ناصر العليمي

 

من المؤسف والمحزن عندما نستمع كل يوم لتصرح من وزير أو نائب ويتحدث عن سفر المواطنين وسياراتهم وأكلهم بالمطاعم وشربهم للقهوة من ماء الحكومة، ألا يعلم هؤلاء المسؤولون أن وجودهم هو لخدمة المواطنين وراحتهم وليس حسدهم وانتقادهم!

لذلك نجد جميع المسؤولين في دول العالم يسعون لرفاهية وراحة شعوبهم كالأب الذي يحنو على أبنائه ونحن مع الأسف يخرج علينا من لديه عقدة نقص وينتقد ويحسد أبناء شعبه!

لهذا أقول لمن يقول إن المواطن يسافر ويذهب للمطاعم وسيارته بـ 40 ألفا أنتم الآن أصبحتم تركبون سيارات وتسافرون بالمجان، والمواطنون سياراتهم وسفراتهم من أموالهم الخاصة منذ ولادتهم، وليست مشكلة المواطن بأنكم لم تعيشوا بعز ولكن المشكلة تكمن بأنفس البعض الفقيرة والمريضة، لذلك أتحدى من ينتقد المواطنين بسفرهم وسياراتهم وذهابهم للمطاعم أن يوجه سؤالا لغرفة التجارة التي تأخذ أموال اشتراك من الشركات بملايين الدنانير بالإجبار: أين تذهب هذه الأموال؟ ولماذا تؤخذ؟ ومن وراء من تدور حوله شبهة أموال التأمينات؟ وكيف خرج من الكويت بمئات الملايين من أموال المواطنين بسهولة وبعض المواطنين يتم منعهم من السفر بسبب مبالغ زهيدة لفاتورة تلفون؟!

وكذلك أتحدى من ينتقد المواطنين بسفرهم وسياراتهم وذهابهم للمطاعم أن يوجه سؤالا: كم تبلغ قيمة العقود التكميلية للمشاريع؟ ومن المستفيد؟ وما شروط العقود؟ وكم تبلغ العائدات الفعلية للاستثمارات الكويتية بالخارج؟ أو أن يطالب بزيادة أسعار متر الأراضي الصناعية أو تطبيق قانون ضريبة الدخل على التجار المعطل منذ 2005 أو أن يوجه سؤالا: كم تبلغ تكلفة المهمات الخاصة للنواب والوزراء والوكلاء والمدراء وغيرهم؟ وكم قيمة البونص السنوية وسياراتهم ومكافآت اللجان؟! حتى تتضح الصورة ونعرف أين الهدر بالمال العام وما قيمة الدعم للماء والكهرباء الذي يقدم من الدولة للمجمعات التجارية والمصانع هل يتساوى دعمهم مع دعم منازل المواطنين أم لا؟!

لهذا أتوقع كل من ينتقد المواطنين بسفرهم وسياراتهم وذهابهم للمطاعم سنجده يعشق كل ماهو بالمجان حتى وإن كانت صابونة أو منديل معطر بالطيارة لأن نفسه فقيرة لا تقنع ولا تشبع وعقدة النقص تلازمهم منذ طفولته ويستحيل أن ينتقد الفاسدين ويواجههم لأنه لا يرى سوى أرصدتهم المنتفخة المليونية فقط ويرى نفسه قزما أمامهم لأنه اعتاد على عبودية المال، نسأل الله السلامة.

‏‏وطالما لم نسمع نائبا يصرح ويقف في وجه هذه التصريحات الاستفزازية.. لا يسعني إلا أن أقول بكل صراحة لمن ينتقد المواطنين بكل بساطة هذا الكلام فعلا ينطبق عليكم:

«لا تعاشر نفسا شبعت بعد جوع فإن الخير فيها دخيل».

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك