عن الإعلام المنافق في عالمنا العربي.. يكتب محمد الشيباني

زاوية الكتاب

كتب 401 مشاهدات 0


القبس

فراعنة العصر ..!

د. محمد بن إبراهيم الشيباني

 

حسبنا أن فرعون موسى هو فقط من قال: «أنا ربكم الأعلى»، ولكن عندما استقلت الدول العربية صورياً عن الاستعمار الإنكليزي والفرنسي والطلياني، ظهر لنا فراعنة كثيرون، بل كلما ذهب فرعون منهم بالموت المتنوع انقلابات وغيرها، اعتلى الحكم أو النظام من هو شر منه، وهكذا فنحن أمة العُرب منذ ما يسمى خروج الاستعمار حتى دخوله ورجوعه مرة ثانية أمة بعض الحكام منها يلعن بعضها بعضاً.
«ما أريكم إلا ما أرى» مقولة من مقولات فرعون في كتاب الله الوثيقة المعجز أبد الدهر، هي السمة أو الصفة للكثير من المسؤولين العرب اليوم ـــ إلا من رحم ـــ كل واحد منهم يأخذ منها بحسب تربيته ووطنيته ودينه، يعبث بالشعوب كيفما شاء، لأنه لا راد له ولأفعاله، هناك صفوف طويلة من المنافقين عن الشمال واليمين وعن خلفهم، تعزز تلك المفاهيم، كما قال ابن هانئ الأندلسي مخاطباً الخليفة الفاطمي المعز لدين الله:
«ما شئت لا ما شاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد القهار»!
هكذا والله إن وجد مثل هذا الإعلام الخطر التعس، فسيجعل منهم كما قال هذا الأندلسي البائس مثل ما قال، وهو بالفعل موجود، فهذا الإعلام المنافق بأطقمه كافة في عالمنا العربي هو من حول بعض الزعماء إلى مصاف الأنبياء والرسل، فهم يقتاتون على موائدهم، والموائد هذه موجودة في كل زمان ومكان في أركان الدول من دون استثناء لمكان أو رجال، وعند البعض في دساتيرهم من لم تستطع جلبه إلى رابطتنا بالهون واللين وجميل الكلام والمال قطعنا لسانه إلى الأبد ثم ألبسناه تهمة من التهم.

• الرافد.
استوحيت هذه المقالة من كتاب «الرافد ـ مرآة الأحوال»، التي تصلني شهرياً بكل سرور وطيبة مع مجلة الرافد الإماراتية (الشارقة)، فشكراً لهم في دفع مسيرة الثقافة في عالمنا الخليجي والعربي. والله المستعان.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك