10 سنوات على رحيل أمير القلوب

محليات وبرلمان

وزير الإعلام: سيظل رمزا لمسيرة النهضة والبناء في الكويت

5675 مشاهدات 0

الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح

تصادف الجمعة الذكرى العاشرة لوفاة الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه الذي وافته المنية في 15 يناير من عام 2006 بعد مسيرة 28 عاما من الإنجاز والعطاء حفر خلالها ذكرى لا تنسى في قلوب أبناء الكويت.
والشيخ جابر الأحمد هو الحاكم ال13 لدولة الكويت والأمير الثالث في عمر الدولة الدستورية التي بدأت مع توقيع المغفور له بإذن الله الشيخ عبدالله السالم الصباح على وثيقة الدستور في 11 نوفمبر عام 1962 معلنا بذلك دخول الكويت مرحلة وعهد جديدين.
ومنذ أن تولى سموه مقاليد الحكم عام 1977 حتى ال15 من يناير 2006 قاد الكويت في مسيرة حافلة بالإنجازات في مختلف المجالات والأصعدة حيث نقل الكويت من الدولة الصغيرة في مساحتها إلى الثقيلة في وزنها السياسي والاقتصادي حتى وصلت مشروعاتها التنموية إلى شتى أقطار العالم كما برزت النهضة العمرانية في عهده بشكل لافت وتطورت بشكل متلاحق في شتى المرافق العامة.
وشهدت سنوات حكم الأمير الراحل العديد من الظروف والصراعات والأحداث المتوالية التي مرت على البلاد لكن بفضل حنكة سموه وسياسته الحكيمة ورؤيته الثاقبة تمكنت الكويت من تجاوز المحن والأزمات التي مرت بها.
فقد كان هم الأمير الراحل وشغله الشاغل أهل الكويت وهذا ما أكدته المحاولة الدنيئة لاغتياله في 25 مايو عام 1985 على أيدي مجموعة من الإرهابيين حيث وجه رحمه الله بعدها كلمة لشعب الكويت قائلا فيها ' إن عمر جابر الأحمد مهما طال الزمن هو عمر إنسان يطول أو يقصر ولكن الأبقى هو عمر الكويت و الأهم هو بقاء الكويت والأعظم هو سلامة الكويت'.
واهتم الراحل بالشباب بشكل كبير حيث قال في إحدى كلماته 'الشباب هم التيار المتجدد في نهر الحياة للكويت ولابد دائما من دعم روافد هذا النهر حتى لا ينقطع نبع القوة ومدد التجديد لجوانب الحياة في أنحاء وطننا'.
فكان للشباب نصيب وافر من هذا الاهتمام من خلال رعايتهم وإنشاء العديد من المراكز لهم وفي عام 1992 تم تأسيس الهيئة العامة للشباب والرياضة التي عهد إليها العناية بشؤون الشباب وتنشئة المواطن الصالح من خلال تهيئة أسباب القوة والرعاية وتنمية القدرات الخلقية والعقلية والفنية.
ولم تكن المرأة أقل نصيبا من الشباب فقد ساند الراحل قضايا المرأة وكان داعما لها فهو أول من سعى إلى نيل المرأة حقوقها السياسية حينما أصدر مرسوما أميريا عام 1999 يقضي بمنح المرأة حقوقها السياسية كاملة.
ولعل الاحتلال العراقي الغاشم في الثاني من أغسطس عام 1990 كان من أكبر الكوارث التي مرت على الكويت حيث كادت أن تطمس هوية هذا البلد وتدمر كيانه فلولا عناية الله تعالى وحكمة الشيخ جابر الأحمد في ادارة الازمات ومعاونة الأشقاء والأصدقاء لما عادت الكويت طاهرة من دنس الاحتلال الآثم.
وبفضل السياسة الحكيمة التي تميز بها سموه والتفاف اهل الكويت حول قيادتهم عادت الكويت إلى مواصلة مسيرة النهضة والخير والعطاء وسرعة إعادة إعمار البلاد وإزالة آثار العدوان الغاشم واستطاع بفضل تخطيطه السليم تغطية نفقات التحرير التي بلغت عشرات المليارات من الدولارات.
وأولى المغفور له أبناء الشهداء اهتماما كبيرا فحرص على رعايتهم والاهتمام بهم من خلال تأسيس مكتب الشهيد في 19 يونيو عام 1991 تكريما لهم وتخليدا لذكراهم وبطولاتهم وتضحياتهم إضافة إلى رعاية أسرهم وذويهم في مجالات الحياة كافة كما أن قضية الأسرى والمرتهنين الكويتيين كانت هاجسه فقد كان شديد الحرص على طرح هذه القضية في المحافل العربية والدولية باعتبارها قضية إنسانية.
وكان المغفور له صاحب مبادرات عديدة على المستويين الخليجي والدولي فعلى الصعيد الخليجي كانت فكرته بإنشاء مجلس للتعاون الخليجي يضم دول الخليج الست معبرة عن مدى اهتمام سموه بضرورة الترابط المشترك والمصير الواحد لمواجهة التحديات الخارجية والتكتلات السياسية التي تعتبر ركيزة أساسية من ركائز المجتمع الدولي.
كما اقترح سموه في قمة الدوحة عام 1996 فكرة إنشاء مجلس استشاري يضم 30 عضوا من مواطني دول مجلس التعاون الست كأعضاء في المجلس رغبة منه في أن تكون قرارات مجلس التعاون منسجمة مع تطلعات وآمال المواطنين بحيث تكون مهمتها تقديم المشورة والنصح للمجلس الأعلى لمجلس التعاون.
أما على الصعيد العربي ومنذ أن استقلت الكويت كانت القضايا العربية والإسلامية من أولويات اهتمام سموه حيث كان الراحل صاحب فكرة إنشاء الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية والعربية في 31 ديسمبر عام 1961 الذي يعتبر أول مؤسسة إنمائية في الشرق الأوسط تقوم بالمساهمة في تحقيق الجهود الإنمائية للدول العربية والدول الأخرى النامية من خلال تقديم قروض ميسرة لمساعدة الدول الفقيرة في تمويل مشاريعها الإنمائية وترأس أول مجلس لإدارة الصندوق الكويتي.
كما أن سموه كان صاحب مبادرة إسقاط فوائد الديون المستحقة على الدول الفقيرة حين ترأس منظمة المؤتمر الإسلامي في الدورة ال43 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر عام 1988. وفي عام 1995 أجرت مؤسسة إعلامية دولية مسجلة في لندن ومقرها القاهرة (مؤسسة المتحدون للاعلام و التسويق البريطانية) أكبر استطلاع للرأي في المنطقة بمشاركة خمسة ملايين مواطن عربي وتم اختيار الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد حينها شخصية العام الخيرية العالمية نتيجة ما قدمه من أعمال خيرية ودعم مالي للكثير من المنظمات العالمية ورعاية المحتاجين.
فقد كان سموه شديد الحرص منذ توليه الحكم على بناء العلاقات الكويتية مع مختلف دول العالم وتعزيز العلاقات الثنائية وسباقا في المشاركة في العديد من المؤتمرات واللقاءات الدولية وقام بالعديد من الجولات والزيارات الرسمية لمختلف اقطار العالم سعيا منه لتعزيز مكانة الكويت العالمية.

من جهته أكد وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح أن أمير القلوب المغفور له الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح رحمه الله سيظل رمزا لمسيرة النهضة والبناء التي شهدتها الكويت في العصر الحديث.
وقال الشيخ سلمان الحمود لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الخميس بمناسبة حلول الذكرى العاشرة لوفاة الشيخ جابر الأحمد طيب الله ثراه التي تصادف غدا إن الأمير الراحل أثبت منذ تحمله مسؤولية العمل العام أنه رجل دولة على مستوى عال من الحكمة والحنكة والقدرة على تحقيق النجاح مهما كانت الصعاب.
وأضاف أن أمير القلوب كان مثالا للزعيم المخلص الذي كرس كل جهده ووقته لدفع مسيرة البناء لتحقيق ما يطمح إليه ابناء الكويت من إنجازات كبيرة وبارزة تمهد لقيام دولة عصرية حديثة.
وأوضح أن الأمير الراحل كان قائدا حكيما وربانا ماهرا استطاع أن يحمل الكويت إلى بر الأمان رغم التحديات الكبيرة التي كانت تعصف بالمنطقة وتنذر بعواصف شديدة على كل دولها.
وأشار إلى أن التاريخ يذكر للراحل تغمده الله بواسع رحمته أنه أرسى قواعد راسخة لعلاقات متوازنة وقوية مع دول العالم وحقق للكويت مكانة عالية من خلال حضورها في المحافل الدولية وتأثيرها في الأحداث العالمية ومواقفها الثابتة تجاه مختلف القضايا العالمية.
وقال إن الشيخ جابر الأحمد كانت له الكثير من الأفكار والمبادرات والمواقف التي جعلت من الكويت محط أنظار العالم مشيرا إلى فكرة إنشاء الصندوق الكويتي للتنمية الاجتماعية والاقتصادية الذي أفاء بخيره على كثير من دول العالم وفكرة إنشاء صندوق احتياطي الأجيال ومجلس التعاون لدول الخليج العربية كما عزز مكانة الكويت الدولية.
وأكد الشيخ سلمان الحمود أن الأيام أثبتت صوابية رؤية الأمير الراحل وقوة بصيرته رحمه الله موضحا أن التأييد الدولي الكبير للكويت خلال أزمة الغزو الغاشم عام 1990 كان نتيجة لسياسة حكيمة وعلاقات متوازنة ومواقف مشرفة وعادلة أكسبت الكويت احترام وتقدير وتضامن العالم.
وقال وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب إن أبناء الكويت يستذكرون بالفخر الجهود التي قام بها الأمير الراحل طيب الله ثراه مع رفقاء دربه الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح طيب الله ثراه وسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه لتحرير البلاد من براثن قوات الاحتلال وإعادة إعمارها بسرعة شديدة أذهلت العالم كله.

الآن - كونا

تعليقات

اكتب تعليقك