وصلنا الى قمة الاحباط، والكل يسأل: الى اين نحن ذاهبون؟ والمشكلة الكبرى ان من بيدهم الامر يسألون السؤال معنا!!..مقطع من مقالة قيس الأسطي
زاوية الكتابكتب نوفمبر 29, 2008, منتصف الليل 512 مشاهدات 0
زمن الأخطاء الكبيرة
في الوقت الذي انشغل بعضنا بخلافات على مناصب رياضية وسياسية ــ وفي الوقت الذي هز ثوابت الامة صغائر الامور، وفي الوقت الذي احترف بعضنا تأجيج الاحتقان المذهبي والطائفي، وفي الوقت الذي تقدم بعض المتدينين بالغاء قانون يواجه التعصب القبلي، وفي وقت انشغل الناس جميعا بخروج حكم كرة من ساحة الملعب ــ انشغلت الدول المجاورة باستثمار ارتفاع غير مسبوق لاسعار النفط وهدوء نسبي في المنطقة، نتيجة سقوط نظام صدام حسين.
هذا هو الفرق بيننا وبينهم، هم عملوا ونحن تكلمنا، عملوا بصمت ومثابرة واضعين بعين الاعتبار ان ظروفا كهذه قد لا تعود، فوصلت فوائضهم الى ارقام فلكية، واستطاعوا ان ينوعوا في مصادر الدخل.
بعضنا استفاق من نومه والبعض الآخر ما زال يغط في سبات عميق، وفي كل الاحوال فقد طارت الطيور بأرزاقها، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
الآن، قد وصلنا الى قمة الاحباط، والكل يسأل: الى اين نحن ذاهبون؟ والمشكلة الكبرى ان من بيدهم الامر يسألون السؤال معنا.
يا سادة، هذه هي النتيجة الحتمية لضعف القرار، وانعدام الثقة بين الجميع، وأقصد الجميع بكل معاني الكلمة.
ما نكتبه اليوم ليس ضربا من ضروب التشاؤم، بل هو واقع ملموس.
لنتخيل مجرد التخيل استمرار انخفاض سعر البرميل الى ما دون الثلاثين دولاراً، لنتخيل استمرار انحدار الخدمات الطبية، وهذا ما هو مرجح في ظل استمرار تعاقب وزراء جهابذة وادارات، كل همها السيطرة على العلاج في الخارج لاسباب انتخابية.
لنتخيل استمرار تراجعنا في الرياضة والثقافة والمسرح، لنتخيل استمرار ازدياد حالات الطلاق وتفشي آفة المخدرات بين الشباب صغار السن، لنتخيل استمرار انحدار التعليم ولغة الخطاب بين الاطراف الاكاديمية.
لنتخيل ونتخيل ونتخيل، وسط ذهول وترقب وصمت مطبق من جميع الاطراف، ونصر على كلمة جميع الاطراف.
الصورة سوداء، أعترف لاننا فقدنا المبادرة واعتمدنا المحاصصة في التعيينات بعيدا عن الكفاءة، اعتقادا بان المحاصصة ستحمينا في حال جد الجد، وهذا ما لم يتم فعلا، فقد انفض القوم بعد ان شبعوا من الوليمة.
كل ما ارجوه ان ندرك حجم الكارثة التي وقعنا فيها، فقد هبط سعر النفط ولاحت في الافق آثار الازمة المالية العالمية، بينما انقسم المجتمع الكويتي كله على دخول رجل دين وافد، بدل ان نستثمر هذه الفوائض لتحمينا من عاديات الزمن.
* * *
آخر العمود:
تنص المادة 117 من الدستور «يضع مجلس الامة لائحته الداخلية متضمنة نظام سير العمل في المجلس ولجانه واصول المناقشة والتصويت والاستجواب وسائر الصلاحيات المنصوص عليها في الدستور».
كما تنص المادة 174 ان للامير ولثلث اعضاء مجلس الامة حق تنقيح هذا الدستور الى آخر مادة.
ولن ندخل في نفق تفسير المادة 135 من اللائحة الداخلية مع ان اللائحة الداخلية شبه متممة للدستور.
كل هذه النصوص تنظم وتقر كيف تمكن معالجة تعسف النائب، ولكن المشكلة يا بوبراك ان الجماعة لا يقرأون، وان فعلوا فقدرتهم على المناورة والمبادرة محدودة جداً جداً وتحالفاتهم السياسية عجيبة غريبة.
وهذا ما لا نستطيع ان نحمله لنواب التأزيم وحدهم، وانت «مو غشيم يا كابتن بوبراك» وتعرف ويعرف الجميع عما أتحدث.
الآن، فهل وصلت الرسالة..؟ آمل ذلك.
قيس الأسطى
تعليقات