الجوع يفتك بأهالي مضايا السورية

عربي و دولي

مطالبات بفك الحصار والسماح بدخول الإمدادات الغذائية والطبية

4245 مشاهدات 0

النظام يحاصر المدينة

قال فرحان حق المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن سكان مدينة مضايا بريف دمشق، البالغ عددهم 42 ألفا، هم على شفا الموت جوعا، بينما طالبت منظمة 'أطباء بلا حدود' بالسماح بدخول الإمدادات الغذائية والطبية للمدينة المحاصرة.

وأضاف حق -في مقابلة مع الجزيرة- أن المنظمة الدولية تحاول الوصول إلى السكان، مؤكدا أنه وفقا للقانون الإنساني الدولي فإنه لا يحق لأي نظام أن يجبر المدنيين على الاستسلام عن طريق تجويعهم.

أما المتحدث باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة روبرت كولفيل فقد وصف الوضع بمضايا بأنه 'مروع'، مشيرا إلى إنه من الصعب التأكد من حجم المعاناة فيها بسبب الحصار.

من جهتها، طالبت منظمة 'أطباء بلا حدود' بالسماح بدخول الإمدادات الغذائية والطبية إلى المدينة، وبإجلاء فوري للمرضى من المدينة، وقالت إن ذلك هو الحل الوحيد للسيطرة على الوضع الكارثي فيها.
وأكدت المنظمة أن الآلاف داخل مضايا محرومون من أدنى مقومات الحياة، وأن الحصار والبرد القارص أوديا بحياة 23 شخصا، نصفهم من الأطفال والمسنين، منذ بداية ديسمبر/كانون الأول الماضي، مشددة على أن المدينة هي سجن مفتوح.

كما سجلت مصادر طبية وصول نحو خمسين حالة إغماء يومياً إلى المراكز الطبية بسبب نقص التغذية، بينما يستمر تجويع الأهالي بسبب الحصار الذي تفرضه قوات النظام وحزب الله اللبناني.

من ناحيته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 13 شخصا حاولوا الهرب بحثا عن الطعام، قتلوا بعد أن داسوا على ألغام زرعتها قوات النظام أو برصاص قناصة.

وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية قال -في بيان- إن الحكومة السورية وافقت على السماح بوصول المساعدات إلى مضايا وكفريا والفوعة، مضيفا أن الاستعدادات جارية لتحضير القوافل وإيصالها خلال أيام.

وكانت رابطة علماء المسلمين والأمانة العامة لهيئة كبار العلماء المسلمين في السعودية دعتا الدول الإسلامية حكومات وشعوبا إلى الإسراع لنصرة وإغاثة أهالي مضايا، واعتبرتا أن 'الصمت العالمي على تلك الجريمة عار يلطخ جبين المجتمع الدولي بمؤسساته ومنظماته الحقوقية والإنسانية'.

وفي سياق متصل، تظاهر العشرات من أهالي مدينة دوما في الغوطة الشرقية بريف دمشق، مطالبين بوقف -ما وصفوه- القتل الجماعي للمسنين والأطفال باستخدام سلاح التجويع من قبل قوات النظام وحزب الله اللبناني في بلدة مضايا، منددين بما قالوا إنه تواطؤ للمجتمع الدولي، وازدواجية في معاييره تجاه ما يجري في سوريا.

وفي ظل انعدام شبه كامل للمواد الغذائية، يلجأ الأهالي المحاصرين في المدينة إلى تناول الماء مع البهارات والملح، بينما تغص المشافي بالأطفال والمرضى، جراء سوء التغذية. وتسبب الحصار المفروض على المدينة في ارتفاع كبير للأسعار، إذ بلغ سعر كيلو الرز 115 دولارا أميركيا.
أكدت منظمة 'أطباء بلا حدود' أن نحو عشرين ألف شخص داخل مدينة مضايا في ريف دمشق الغربي محرومون من أدنى مقومات الحياة، حيث لجأ السكان إلى الماء والملح، وسط توقعات بأن المساعدات الأممية لن تدخل قبل يوم غد الأحد.
وذكرت المنظمة -التي وصفت مضايا بأنها سجن مفتوح- أن 23 شخصا قضوا بسبب الجوع في مضايا التي تحاصرها قوات النظام ومليشيات حزب الله منذ أكثر من ستة شهور.

وطالبت بالسماح بدخول الإمدادات الغذائية والطبية إلى مضايا وبإجلاء فوري للمرضى من المدينة، وقالت إن ذلك هو الحل الوحيد للسيطرة على الوضع الكارثي فيها.

من جهته، قال المتحدث باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة روبرت كولفيل إن 'الوضع رهيب' في مضايا، مشيرا إلى صعوبة التحقق من أعداد الضحايا وحجم معاناة السكان.
رغم تفاقم المعاناة، كشف الصليب الأحمر الدولي في وقت سابق أن المساعدات التي وافق النظام على إدخالها إلى المحاصرين بمضايا لن تتم قبل يوم غد الأحد.

وأفاد المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا بافل كشيشيك أن إدخال المساعدات لن يقتصر على مضايا بريف دمشق وإنما سيشمل بلدتي كفريا والفوعة المواليتين للنظام بمحافظة إدلب بشمال البلاد.

وقد دعا أهالي مضايا الأمم المتحدة إلى التدخل فورا لإدخال الغذاء والدواء للأطفال، قبل أن تتفاقم الكارثة في المدينة.
وقالت أم ماجد -إحدى أهالي مضايا- في نشرة سابقة للجزيرة، إن هناك مذبحةً كبيرة، وإن الأمم المتحدة قد خذلت أهالي مضايا، وعليها أن تُدخل الطعام والدواء للأطفال والأهالي الذين يموتون بسبب حصار النظام.

وفي ظل انعدام شبه كامل للمواد الغذائية، يلجأ الأهالي المحاصرين بالمدينة، والبالغ عددهم نحو 42 ألف نسمة، إلى تناول الماء مع البهارات والملح، بينما تغص المشافي بالأطفال والمرضى، جراء سوء التغذية.

وأوضحت إحدى النساء اللاتي قابلهن مراسل الأناضول، ورفضت الكشف عن وجهها لأسباب أمنية، أنها 'تغلي العظام أحيانا، وأحيانا أخرى تغلي الماء مع الملح وتقدمه لعائلتها' مشيرة إلى أن 'زوجها تورمت قدماه، وأصيب بضعف في الرؤية جراء الملح'.

الآن - الجزيرة

تعليقات

اكتب تعليقك