ليس من مجال للتباهي ولا للتعالي والمعايرة بالمواطنة.. هكذا يعتقد صالح الشايجي
زاوية الكتابكتب يناير 8, 2016, 11:26 م 571 مشاهدات 0
الأنباء
بلا قناع - مواطنون ولكن!
صالح الشايجي
تتكون المجتمعات من خليط بشري قوامه أعراق وأجناس متعددة مختلفة الأشكال والألوان والألسنة والمعتقدات.
ومع نشوء الدولة الحديثة وتنظيم شؤون الناس في مجتمعاتهم من خلال قوانين ونظم، انصهر هؤلاء البشر المختلفون مشارب وأجناسا وألسنة ومعتقدات، في بلد واحد وصاروا مواطنين يحملون هوية هذا البلد ويخضعون لقوانينه التي تحدد حقوقهم وواجباتهم.
نسمع الناس تردد - على سبيل المثال - فلان مصري من أصل تركي أو سوري من أصل شيشاني أو عراقي من أصل هندي أو كويتي من أصل إيراني وهكذا وتصل أحيانا حد المعايرة والمكابرة وترفع من ينحدرون من أصل معين على بقية الفصائل المكونة لمجتمعهم أو بلادهم.
وأذكر أنه عند فتح باب الترشيح للرئاسة المصرية قبل سنتين، وما تردد من كلام حول نيّة أحد الأشخاص المصريين من ذوي الشهرة للترشح للرئاسة المصرية، قرأت لأحدهم معايرا هذا الشخص وناعتا إيّاه بأنه «غير مصري»! معللا ذلك بلون بشرته الذي لا يشبه لون بشرة المصريين!
هذا منتهى التطرف في الرفض والإقصاء وأيضا دليل على عدم ثبوت معنى المواطنة لدى أغلب الشعوب، وبالذات الشعوب العربية.
نحن الكويتيين - مثلا - مجاميع مهاجرة، وليس فينا من أنبتته أرض الكويت، وكل ما في الأمر الاختلاف في سنوات القدوم الى الكويت من الموطن «الأصلي» والذي هو بالأساس ليس موطنا أصليا وربّما كان محطة من محطات النزوح في مثل تلك الأزمنة التي لم تكن تعرف للبلدان حدودا ولا قوانين ولا أنظمة.
أتمنى - مخلصا - أن يستقر فهم هذه الحقيقة فينا ونعمل وفقها، فليس من مجال للتباهي ولا للتعالي والترفع والمعايرة بالمواطنة أو أصول المواطن، فمادمنا نحمل هوية هذا البلد أو ذاك ونحمل اسمه نؤدي واجباته ويؤدي لنا واجباتنا، فنحن مواطنون متساوون في المواطنة بغض النظر عن المحتد والمعتقد وبلد النزوح.
في السنوات الأخيرة، سنوات الطحن والحروب والقتل، زادت بشاعة هذا الفرز وألغي مفهوم المواطنة.
انهزمت الأوطان وضاعت المواطنة.
إنه مرض يسرطن الأوطان ويفتك بأهلها.
ولقد خلقنا الله شعوبا وقبائل لنتعارف ونتعاضد ونبني، ولم يخلقنا لنهدم!
تعليقات