العرب كما يعتقد سلطان الخلف بحاجة إلى التقارب مع تركيا لمواجهة التحديات الطائفية والإرهابية
زاوية الكتابكتب يناير 4, 2016, 11:16 م 547 مشاهدات 0
الأنباء
فكرة - 'داعش' جزء من المشهد وليس كله
سلطان الخلف
يشغل «داعش» مساحة كبيرة في نشرات الأخبار العالمية متصدرا أهم العناوين فيها. هذه التغطية الإعلامية الواسعة هي نتيجة تركيز الدول الكبرى على محاربة «داعش» والقضاء عليه.
لكن هذا التركيز أصبح غطاء للآخرين الذين انتهزوا فرصة انشغال العالم بمحاربة «داعش» في التحرك نحو تحقيق مكاسب لهم على وجه السرعة ورفع العتب عنهم.
فالحكومة العراقية ذات التوجه الطائفي والتي تعاني من مشكلة الفساد وتدهور الاقتصاد ومعاناة المواطن العراقي المعيشية ترى في محاربة «داعش» متنفسا لها من أزماتها الخانقة ووسيلة لإعادة ثقة المواطن العراقي بها.
روسيا بدورها التي تريد تحويل سورية إلى مستعمرة روسية طائفية تتخذ من محاربة «داعش» وسيلة لتحقيق هذا الهدف عن طريق دعم حليفها نظام الأقلية الطائفي بشكل مباشر، وطيرانها العسكري منذ حملتها العسكرية على سورية تسبب في قتل المئات من المدنيين السوريين ونزوح أكثر من 130 ألف سوري من مساكنهم وقراهم وهي تحارب الجماعات المعتدلة التي تحارب النظام و«داعش» وقد أدت غاراتها إلى مقتل القائد العسكري المعتدل زهران علوش.
وزاد التدخل العسكري الروسي الذي غطى على جرائم روسيا في أوكرانيا وتهمة إسقاطها الطائرة الماليزية من شهية النظام السوري في قتل المدنيين الأبرياء بالبراميل المتفجرة والمدفعية الثقيلة حتى فاقت أعداد ضحايا الغارات الروسية وغارات النظام الضحايا المدنيين الذين سقطوا على أيدي «داعش» ولا وجه للمقارنة بينهما.
وبينما تشتد الحرب على «داعش» ينتهز الانفصاليون من الأكراد السوريين فرصة الحرب حيث يقومون حاليا بحملة لتطهير المناطق الواقعة تحت سيطرتهم من العرب السوريين القاطنين فيها من أجل إقامة كيان كردي خاص بهم، كما يدعمون بشكل علني حزب العمال الكردستاني الشيوعي وهو حزب يتخذ من شمال العراق قاعدة لمقاتليه ويستخدم العمل المسلح ضد الدولة التركية وسيلة في تحقيق هدفه في الانفصال عن تركيا.
أجواء محاربة «داعش» شجعت كذلك من ارتفاع نبرة حزب الشعوب الديموقراطي الكردي في تحدي الدولة التركية ومغازلة روسيا التي تضمر العداء لتركيا بعد اسقاطها لطائرتها الحربية، ويحاول إقامة مقر لحزبه في موسكو، كما أنه يتطلع إلى الانفصال عن تركيا، وهو عمل استفزازي وعدائي ولا يمكن أن تقبل به أي دولة تحترم سيادتها ووحدة أراضيها.
«داعش» الذي يركز عليه الإعلام العالمي هو جزء من المشهد ولا يمثل المشهد كله الذي تمر به الساحتان العراقية والسورية وبقائه ولو لفترة محدودة يخدم الطائفيين والانفصاليين والتدخلات الخارجية في العراق وفي سورية.
وعندما يختفي «داعش» سوف يظهر المشهد واضحا بكل تجلياته وصوره القبيحة التي غطى «داعش» عليها منذ ظهوره المشبوه.
****
نبارك إقامة مجلس تعاون استراتيجي بين تركيا والمملكة العربية السعودية يشمل الأبعاد السياسية والاقتصادية والعسكرية.
فتركيا بلد مسلم يتمتع باقتصاد قوي وقوة عسكرية لا يستهان بها ويشاطر المملكة سياستها تجاه العراق وسورية وهو موقف تفتقر إليه بعض الدول العربية.
نحن العرب بحاجة إلى مثل هذا التقارب مع تركيا لمواجهة التحديات الطائفية والإرهابية التي تعصف بمنطقتنا العربية وتهدد أمننا ووحدة بلداننا.
****
مع بروز الحاجة إلى التقشف وتقليص الدعم عن المواطن، وكون دول مجلس التعاون الخليجي من أكثر الداعمين لميزانية الجامعة العربية، نأمل تقليص ميزانية الجامعة العربية إلى الحد الأدنى ليتمشى مع دورها المتواضع تجاه قضايانا المصيرية.
تعليقات