الإذاعة والتلفزيون يعيشان زمن الإفلاس.. حسن علي كرم مستنكراً
زاوية الكتابكتب يناير 3, 2016, 12:14 ص 695 مشاهدات 0
السياسة
وزير الإعلام.. أنت المسؤول!
حسن علي كرم
أقرأ في صفحات الفنون أن الملحن احمد الرويشد نجل الفنان محمد الرويشد اقنع الفنانة الكويتية المحتجبة سينا الفارس للعودة للساحة الغنائية وانه جهز لها ألحاناً وطنية،هذه الفنانة الجميلة الرائعة التي تتمتع بصوت متميز وبحس فني راق التقيتها بعد انتهاء وصلتها في حفل نظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على مسرح الدسمة قبل بضع سنوات،وكان من بين الحديث الذي دار بيننا أنها حريصة على مواصلة مسيرتها الفنية ولن تنقطع عن الغناء بعدما تتخرج في الجامعة لكنها احتجبت عن الساحة الفنية وانقطعت عن الغناء،لعلي لا أعرف أسباب انقطاعها لكنني اعلم جيدا ان سينا الفارس ليست الفنانة الكويتية الاولى والاخيرة التي احتجبت أو اعتزلت،فَلَو أحصينا عدد الفنانين والفنانات الكويتيين وتحديداً الكويتيات الذين ظهروا على الساحة الفنية وأُصيبوا بالاحباط جراء تجاهل وزارة الاعلام لهم ولا سيما الإذاعة والتلفزيون الحكوميين فآثروا الاعتزال والانكفاء على أنفسهم بدلاً من إهدار ماء وجوههم على أبواب المسؤولين في الإذاعة والتلفزيون طلباً لتسجيل عمل فني، غناء أو تمثيلاً، لعرفنا حجم معاناة الفنان الكويتي. يأتينا من الخليج أو من أقطار عربية فنانون أو أشباه فنانين أو مدعي فن ومرتزقة بعضهم نكرة وهواة همهم جمع المال والشهرة يتملقون المسؤولين في الإذاعة والتلفزيون ويصفون الكويت نفاقاً بأنها هوليوود الخليج وإذا ما انخرطوا في أعمالٍ فنية وترسخت اقدامهم في الكار وكسبوا شهرة ومكانة فنية عادوا إلى بلدانهم او يمموا وجوههم إلى ساحات فنية أخرى،وبدلاً من ان يذكروا للكويت رعايتها لهم فجعلت لهم قيمة فنية فيما كانوا من قبل نكرة حتى يقلبوا على الكويت ظهر المجن وينكروا فضلها عليهم. هنا أسأل من أولى بالرعاية الفنان الكويتي ابن البلد او ذاك الوافد الارزقي الانتهازي؟ هذا السؤال لعلي أحيله تحديداً الى وزير الإعلام المسؤول الاول عن الحركة الفنية والثقافية في البلد، فهل يعلم أو وصل إلى أسماعه، عن الإحباطات والمعوقات التي تحيق ببعض الفنانين الكويتيين؟ أعلم جيداً أن الشيخ سلمان الحمود يحمل على عاتقه مسؤوليات كبيرة إلا أن رعاية الفنون جزء لا يتجزأ من مسؤولياته لذا أتساءل: هل فكر أو فرغ نفسه يوما لدعوة الفنانين المعتزلين أو المحتجبين لسماع أسباب احتجابهم واعتزالهم؟ ولماذا لا تفتح أبواب الإذاعة والتلفزيون لكل أصحاب المواهب سواء في مجال التمثيل أو الغناء اوالموسيقى أو التأليف؟ وهل أبواب الإذاعة والتلفزيون سالكة للأغراب ومغلقة على أبناء البلد؟ وهل يرضى وزير الاعلام للفنانين الكويتيين شحططتهم ما بين الخليج والقاهرة وبيروت لتسجيل أغنية لعلها تروجها الشركة الفنية المنتجة أوترفضها؟ ولماذا بدلاً من ذلك إكراماً للفنان الكويتي وتشجيعاً له لا تؤسس وزارة الاعلام شركة او مؤسسة للإنتاج الفني فتتولى إنتاج الاعمال الدرامية والغنائية والسينمائية خاصة بالفنانين الكويتيين وترويجها وبيعها الى المحطات التلفزيونية ودور السينما؟ قد يقول قائل هذا عمل تجاري «مو شغل» وزارة الاعلام،وأنا أقول لهؤلاء إن مهمة تشجيع ونشر الفن والثقافة عمل أصيل من أعمال وزارة الاعلام،وما دامت شركات الانتاج الفني الكويتية خاسرة أو مغلقة فلا خيار غير أن تتبنى وزارة الاعلام المهمة لان الأهم هو إنقاذ الفن والفنان الكويتي من الاحباط والاعتزال والاندثار سيما أن ثمة منافسة شديدة تشهدها الساحات الخليجية تأتي على حساب سحب البساط عن الساحة الفنية الكويتية،أيضاً لماذا لا ترعى وزارة الاعلام تنظيم حفلات غنائية أسبوعية أو شهرية على مدار السنة يحييها فنانون كويتيون تشجيعاً لهم وترسيخاً لفنهم وترفيها عن الجماهير؟ اعلم جيداً ان هناك خفافيش الظلام أعداء الفن وأعداء الحياة يندسون بين أضلاع وثنايا وزارة الاعلام والإذاعة والتلفزيون يدسون في أذن البسطاء ان الفن حرام وأن … وأن، لكن على المحبين للفن والمحبين للوطن كشف أضاليل وجهل هؤلاء وتطهير الأجهزة الإعلامية منهم. لعلي أنا من جيل وزير الاعلام الأسبق المرحوم الشيخ جابر العلي الذي فتح أبواب الإذاعة والتلفزيون بل وأبواب بيته للفنانين الكويتيين لتسجيل أعمالهم،ولو لم يكن هذا الرجل مسؤولاً عن الاعلام الكويتي في تلك الفترة لما ازدهر الفن ولما وصلت الكويت بتلك الخطوة إلى آفاق الشهرة والإعجاب في كل الوطن العربي،فمن أين نأتي بجابر العلي حتى يعيد للفن الكويتي ازدهاره وألقه؟ إنها مسؤولية التي لا ريب أن وزير الاعلام الشيخ سلمان يعي جيداً أن الفن جزءٌ من حضارة ورقي المجتمع وأن ازدهار الفن الكويتي أو تراجعه من المسؤولياته المباشرة،وللعلم فإن الاذاعة والتلفزيون مازالا يتغذيان من ميراث جابر العلي الفني، إنهما لا يقدمانً جديداً بل لعلهما يعيشان زمن الافلاس. هناك الكثير الذي ينبغي أن يُقال لكنني أختصر الموضوع رغم الاطالة علني أوصلت الرسالة.
تعليقات