حكم السعودية بإعدام 47 إرهابيا باعتقاد وائل الحساوي هو عين الشرع الإسلامي

زاوية الكتاب

كتب 797 مشاهدات 0


الراي

نسمات  -  هل نفرح أم نحزن بالعام الجديد؟!

د. وائل الحساوي

 

استقبل العالم عام 2016 بفرحة لا مثيل لها، وكان للشباب الدور الأكبر في بيان فرحتهم الغامرة بقدوم هذا العام، ونظم كثير منهم الحفلات الصاخبة واللقاءات المثيرة، وهذه هي طبيعة الانسان، اذ يعيش بالأمل ويتوقع ان يكون الآتي دائما افضل من الماضي.

بالطبع فان الآتي لا ينبئ بأمل كبير في تغيير الواقع القائم، والآمال الكبيرة لا يمكنها ان تتحقق ما لم يحصل تغيير حقيقي على الارض، وقد قلنا عن عام 2014 بأنه أسوأ عام مرّ على العالم بسبب الحروب والكوارث والمجاعات، لكن عام 2015 تخطى عام 2014 بمراحل وتربع على عرش النكبات والآلام والمصائب بجدارة!!

ان عندنا في تراثنا من الحِكَم والامثال والشعر ما يجعلنا نتحول من التعامل مع مضي الزمان كمصدر للفرحة او الحزن الى مناسبة لجرد حساباتنا واخذ العبرة والدروس منه، يقول الشاعر:

يسرّ المرء ما ذهب الليالي

وكان ذهابهن له ذهابا!!

وقال (قس بن ساعدة) قبل الإسلام:

في الذاهبين الأولين... من القرون لنا بصائر

لما رأيت مواردا... للموت ليس لها مصائر

ورأيت قومي نحوها... يمضي الأصاغر والأكابر

لا يرجع الماضي إليّ... ولا من الباقين غابر

أيقنت أني لا محالة... حيث صار القوم صائر

ويقول الشاعر (أبو العتاهية)

لم يُشغل الموت عنا مذ اعد لنا... وكلنا عنه باللذات مشغول

فهؤلاء الشعراء يحضون الناس على التزود من دنياهم لآخرتهم، وان يتخذوا من تعاقب الزمان نبراسا للتوبة والانابة وعمل الصالحات.

وقد حث الله تعالى عباده على المبادرة بالتوبة وعدم التفريط في الوقت بقوله تعالى: «يأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد».

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أابلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ما عمل فيه».

وقد قال الحسن البصري - رحمه الله: (ابن ادم، انما انت ايام، كلما ذهب يوم ذهب بعضك».

فحري بنا ان نبادر الى التوبة وفعل الخيرات وترك المنكرات، وان نسعى لاستدراك ما فرطنا فيه، ولا يمنع ذلك من الفرحة والبهجة ولكن دون ان نتجاوز حدود الآداب والعقل السليم!!

ولكم في القصاص حياة

حسنا فعلت المملكة العربية السعودية بتنفيذ حكم الاعدام بحق 47 ارهابيا، لا شك بأن هذا الحكم هو عين الشرع الاسلامي الذي قال الله تعالى فيه «ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون».

فالقصاص وان كان موتا لبعض البشر، لكنه حياة للأمة بأن تتخلص من عناصر الشر فيها ممن لا يردعهم الا ذلك القصاص، وهو تطهير للمجتمع من الشر والفساد.

لقد طبقت المملكة القصاص على جميع الارهابيين دون تمييز بين طائفة واخرى، وغالبيتهم من السعوديين، لكن ايران واذنابها في كل مكان لم يهمهم الا بيان غضبهم من تطبيقه على رجل الدين (نمر النمر) الذي لم يترك شتيمة الا وشتمها لحكام السعودية، كما شارك في الاعتداء على رجال الامن السعوديين، ولكنه بالنسبة لهم رجل مقدس لا يجوز بحقه اي عقوبة، بينما مئات العلماء والدعاة في ايران يتم قتلهم وتعذيبهم يوميا، فقط لأنهم يطالبون بحقوقهم!!

وقد شاهدنا قبل ايام فيديو يبين اعدام الشاعر احمد النعيمي شنقا في العراق لانه كتب شعرا واقعيا عن العراق بعنوان (نحن شعب لا يستحي!!»، فأين النظام الايراني عن ذلك؟!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك