سامي الخرافي ناصحاً المتقاعدين: اجعل هدفك أن تعيش سعيدا فيما تبقى من حياتك
زاوية الكتابكتب يناير 1, 2016, 11:15 م 1295 مشاهدات 0
الأنباء
جرس - استمتع بالباقي
سامي الخرافي
شاهدنا أثناء سفرنا الكثير من المسنين الأجانب على شكل «قروبات» في الأماكن السياحية يبحثون عن السعادة بعد تقاعدهم ليستمتعوا بما تبقى من حياتهم الباقية من مبدأ (ربما تتأخر الأشياء الجميلة ولكنها ستأتي حتما) بعد أن يكونوا قد جمعوا «تحويشة العمر» ليقوموا بتلك الزيارة التي طالما تمنوها وهم في ريعان شبابهم.
صديق عزيز عليّ تقاعد مؤخرا وبدأ بالتحلطم من مبدأ توني شباب وهذا ظلم بأن يجبروني على التقاعد مع العلم أن خدمته قد تجاوزت الثلاثين عاما، يقول: وين أروح ؟ شسوي بالبيت أجابل الخدم ؟! ما أحب القعدة ولا أحب النوم ومن هالكلام المتكرر الذي تسمعه دائما، فأجبته: احمد ربك كثيرا بأنك تقاعدت وأنت بصحة وعافية ومازلت شبابا ولم تصبك ولله الحمد الأمراض وتستطيع أن تقوم بما تريده الآن وقبل أن تقول: الا ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما فعل المشيب وتغزوك الأمراض من كل حدب وصوب والعمل ياصديقي سوف يمشي بدونك فلا تحزن على ما فات.
فاجعل هدفك الآن أن تعيش سعيدا فيما تبقى من حياتك، ففي دول كثيرة يبدأ التقاعد بعد 65 سنة وماذا يبقى له ليرى الدنيا، لا تعمل مثل الآخرين الذين إذا تقاعدوا وذهبوا للبحث عن العمل في مكان آخر «قطاع خاص» وأصبحت حياتهم عمل في عمل !! شبقى بالعمر ومتى تستمتع بالحياة؟ فالكويت فيها من الأماكن الجميلة والرائعة والتي حرمنا من زيارتها بسبب العمل، ويجب أن تضع في حسابك ألا تضرب الدنيا بالطوفة وتصبح عندك الحياة «فلاتي» يعني سايبة، يجب أن تحرص على التوازن بين حياتك الجديدة «بعد التقاعد» وبين أسرتك فلا ينبغي أن تكون أقصى اليمين ولا أقصى اليسار، وتستطيع أن تنمي هوايتك التي حرمت منها «النجارة» ، وتستطيع أن تدخل النادي لتخفف «كرشك» فكذلك تستطيع أن تسافر إلى أي مكان تريده دون الحاجة الى أن «تترجى» فلانا أو فلانا علشان يمدد لك الإجازة والأهم من ذلك تستطيع أن تأخذ «أم العيال» وتجددوا الذكريات السعيدة وتعملوا شهر عسل جديد... يكفي محاتاة للأولاد وماذا يأكلون ومنو يدرسهم... الخ.
الحياة قصيرة «يا أخيي» وعيالك أصبحوا كبارا فيجب أن تلتفت إلى «أم عيالك» فهي التي تستحق أن تكافئها بما تبقى من حياتك، فالأجانب تشاهدهم مع زوجاتهم يتمشون بسعادة ويتمنون أن يتقاعدوا بمثل عمرك لكي يذهبوا الى كل مكان، فالحياة جميلة فلماذا نحرم أنفسنا، واللي بقي من العمر مو مثل اللي راح.
تعليقات