قبل ان يقع الفأس بالراس- يكتب عبدالكريم الغربللي
زاوية الكتابالادارة التي لم تُحسّن استغلال فائض الأموال، لا مكان لها أمام الشعب
كتب يناير 1, 2016, 10:22 ص 4007 مشاهدات 0
توجهات رسمية واضحة لرفع الدعم عن بعض السلع الضرورية وزيادة رسوم الخدمات وربما فرض الضرائب ... وكل ذلك بذريعة مواجهة اثر انخفاض أسعار البترول ومواجهة العجز في الميزانية... ، وبكل أسف لم ُيلتفت الى التداعيات السلبية لمثل هذه الإجراءات على ميزانية العائلة التي سوف تتأثر وبشكل مباشر اثر الزيادة المتوقعة في أسعار اغلب - ان لم يكن في كل - انواع الخدمات والسلع ... لينتقل عجز الميزانية العامة الى عجز في ميزانية الأسر والافراد...، الامر الذي يحتم دراسة اثر الإجراءات الاقتصادية غير المدروسة وفحص وتوقع اثارها المدمرة على استقرار المجتمع والتدرج في تطبيقها ويسبق ذلك تقليص او ربما حجب ميزانيات الهبات والدعم الخارجي 'فما يحتاجه البيت يحرم على المسجد'، وتقليص ميزانيات استضافة المؤتمرات وإعادة دراسة تكلفة بعض المشاريع...، وتبني سياسة شفافة فيما يتعلق بميزانيات كافة الوزارات والمؤسسات الرسمية وعلى رأسهم الهيئة العامة للاستثمار من حيث الموجودات ورأس المال والإيرادات والأرباح ولنا في شفافية النرويج أسوة حسنة.
الادارة التي لم تُحسّن استغلال فائض الأموال لتحقق إيرادات مناسب في الأزمات ولم تعي تداعيات رفع سلعة واحدة هي الديزل في الماضي القريب لتضطر التراجع عنه ... لا احسب انها مناسبة لإدارة وضع العجز في الميزانية لذلك ربما تكون من خطوات مواجهة العجز تغير الادارة، فليس من المقبول ان كل مسؤول يبشر برفع الدعم او الزيادة في أسعار الخدمات يبرر ذلك بكمية الوفر المالي دون الالتفات لتداعيات ذلك على استقرار الاسرة والمجتمع..!! وحتى تكون الإجراءات التقشفية اكثر إقناعا فلتبدأ الحكومة بنفسها وتلقي او على الأقل تؤجل النفقات الكبيرة كميزانية التسلّح وغيرها، فهل من المعقول السحب من الاحتياط العام للدولة في مثل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة من اجل التسلّح بعد اربع سنوات؟!!! وكيف يقتنع المواطنون بحكومة ترفع الدعم عن الشعب وتقترض للتسليح وتواصل إغداق المنح المليارية الخارجية؟!!! مواجهة عجز الميزانية هي مسؤولية المجتمع بأسره بما في ذلك الحكومة لذلك يجب إقناع الشعب - من خلال إشراكه في القرارات قبل تطبيقها - بجدية وعدالة الإجراءات ليتفاعل معها بإيجابية وتقليل اثارها السلبية.
تثقيف واعلام الشعب للتفاعل بصورة إيجابية مع إجراءات التقشف هو امر مهم وحيوي لنجاح السياسة الاقتصادية المتقشفة، ولا بد من ان تبادر الحكومة بتجديد عطائها وإقناع الجمهور بكفاءتها من خلال عرضها لإنجازاتها للمشاريع بكل شفافية فعلى سبيل المثال ذكر قيمة ومدة ترسية المشاريع الكبرى مقابل التكلفة والمدة الفعلية للإنجاز نذكر من هذه المشاريع استاد جابر، مستشفى جابر، تكلفة حفل الافتتاح كما على الحكومة بيان حقيقة إصرارها على السحب من الاحتياط لتمويل صفقات أسلحة..!!! في الوقت نفسه الذي يمكن بجزء من هذا المبلغ بناء سبع مستشفيات عامة وايكال تشغيلها للدول دائمة العضوية في مجلس الامن ...،
ان الإصرار على رفع الدعم دون تهيئة سوف يفاقم الوضع الاقتصادي ويفعل آلية ونظرية تساقط احجار الديمينو بصورة متسارعة لتشتعل الأسعار بصورة جنونية ولتربك ميزانية وحياة المواطنين والمقيمين بصورة دراماتيكية...، الأمل بوعي الجمهور والذي يعي تماما ان الحكومة التي أخفقت في حقبة الرفاه لا ينتظر منها الإنجاز في ميزانية التقشف.
وفي الختام كل عام ميلادي وانتم بخير وأسأل الله عز وجل أن يرحم شهداءنا الأبرار ويسكنهم فسيح جناته وأن يحفظ شعبنا الوفي من كل مكروه وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والرخاء إن الله عز وجل قريب سميع الدعاء وصلى الله وسلم على خاتم الأنبياء و أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
عبدالكريم السيد عبداللطيف السيد خالد الغربللي
الكويت
الجمعة 21 ربيع الأول المنور1437
الموافق 1يناير 2016
تعليقات