يكتب عبدالعزيز الفضلي عن انطلاقة المواطن في العام الميلادي الجديد

زاوية الكتاب

كتب 577 مشاهدات 0


الراي

رسالتي  -  خطتك 2016

عبدالعزيز صباح الفضلي

 

جميل أن يكون لك مع انطلاقة العام الميلادي الجديد وقفة محاسبة ومراجعة، التاجر الماهر ينظر إلى أسباب النجاح والربح فيحافظ عليها ويحرص على تطويرها، وإلى عوامل الهدر أو الخسارة فيحرص على تفاديها. ورأسمال كل واحد منا الذي من الصعب تعويضه هو الوقت والعمر، لذلك كانت وصية الرسول عليه الصلاة والسلام: «اغتنم خمساً قبل خمس» ومنها «وحياتك قبل موتك».

سؤال من الجميل أن تسأله لنفسك: هل تريد أن تمضي عام 2016 كالذي سبقه، أم تتمنى أن تحقق انجازات جديدة تطمح اليها؟

مجرد التوقف للتأمل يعتبر تأخراً لأن الله تعالى يقول: «لمَنْ شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر». لذلك أقترح أن يضع الإنسان لنفسه أهدافاً دنيوية وأخروية.

من الأهداف الدنيوية: الحصول على شهادات عليا، تكوين ثروة مالية، الوصول إلى بعض المناصب، الحصول على وزن مثالي، الخ، ومن الأهداف الأخروية: الفوز بالفردوس الأعلى، ورؤية الله عز وجل، ومرافقة النبي عليه الصلاة والسلام.

الأهداف الدنيوية لا بد أن تكون محددة برقم كي تقاس، ومحددة بزمن كي يتم الحرص على إنجازها، ولا يكون هناك تسويف. فتحديد الزمن يساعدك على تقسيم مراحل الإنجاز، وتحديد المقدار الذي ينبغي تحقيقه في كل مرحلة وصولا الى نهاية الهدف.

الأهداف الأخروية لا بد من تحديد الوسائل التي تؤدي إلى تحقيقها، مثال ذلك: مرافقة النبي عليه الصلاة والسلام في الجنة، حيث وردت أحاديث عدة تشير إلى الأعمال التي تحقق ذلك ومنها: حسن الخلق، كثرة السجود، كفالة اليتيم. من الناس مَنْ يتمنى لو أتم حفظ القرآن كاملاً، والسؤال هل خططت لتحقيق هذا الهدف؟

لا بد من تحديد المدة التي تريد في نهايتها تحقيق هذه الأمنية، ومن ثم توزيع الأجزاء على عدد السنوات، والمقدار الواجب حفظه في كل شهر وأسبوع ويوم، وما الوسائل التي ستعينك على ذلك، مثل: الالتحاق بأحد مراكز الأترجة أو دور تحفيظ القرآن الكريم، أو ملازمة شيخ حافظ.

هناك الكثير من الأهداف التي يسعى الناس لتحقيقها، كل حسب اهتماماته، وما أوصي نفسي والسادة القراء به ألا تأتي بداية عام 2017 وأنت «في مكانك راوح».

ولكي تضرب عصفورين بحجر واحد، اجعل نيّتك في تحقيق الأهداف الدنيوية التقرب إلى الله تعالى فتكسب الأجرين الدنيوي والأخروي.

مثال: إن كنت تريد تحقيق ثروة مالية، فاجعل في نيتك أن يكون هذا المال كي يعفك عن السؤال، وأن يعينك على فعل الخير ومساعدة المحتاجين، وإنفاق جزء منه في سبيل الله. وإذ طلبت شهادات عليا، فاجعل في نيتك أن تنفع بها الإسلام والمسلمين.

ومن أعظم ما يعينك على تحقيق أهدافك، الاستعانة بالله وعدم التوقف مع أول عقبة، وتذكر وصية النبي عليه الصلاة والسلام: «واستعن بالله ولا تعجز».

أسأل الله تعالى أن يجعل العام الجديد عام خير على الإسلام والمسلمين، وأن يتحقق فيه النصر والتمكين لأوليائه الصالحين، وأن نحقق فيه ما نطمح إليه من خيْري الدنيا والآخرة.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك