الأديان يجب ألا تكون تجارة مربحة لمن يريد استغلالها.. بوجهة نظر دينا الطراح

زاوية الكتاب

كتب 765 مشاهدات 0


القبس

كلمة راس  -  الإسلام في الروح والعقل والضمير

دينا الطراح

 

في الدول الشرق أوسطية: حينما يكون معظم الصراعات السياسية والتاريخية سببها مرتبط بالدين.. تتمزق المجتمعات، وتشيع الفتن والعداوات، بيد أن دول منطقتنا هي منبع الأديان للدنيا، وعلى أرضها هبطت الرسالات السماوية، يجب ألا نسمح بأن تكون الأديان تجارة مربحة لمن يريد استغلالها في تأجيج الصراعات التاريخية ولسيادة لغة العنف بتلك المنطقة المهمة والاستراتيجية والمقدسة في العالم، وإماطة اللثام عن بعض الأنظمة القمعية التي تحارب المدنية والعلم، والعمل على بناء حضارة حديثة بدولنا، وتنشر الجهل، وتردي الخدمات وتعذر سبل الرزق للشباب في شتى المجالات لتسيطر على الدول وأنظمة الحكم بها بالحديد والنار لاحقا، لأن منها من نجح فعلا بإقامة دولته الإسلامية، سيتطلب جهودا مخلصة من المسؤولين والشعوب.. فالعقائد والقيم والعبادات بأنواعها ما هي الا وسيلة للإيمان بالله ويوم القيامة والرسل ولتربية الناس والارتقاء الروحاني بهم وحمايتهم من الفرقة، وليس لمحاربة المدنية والحضارة الحديثة! 
في شبة جزيرة العرب.. وعلى أرضها هبط الإسلام، تلك المنطقة التي هاجر رسولنا محمد- صلى الله عليه وسلم- من مكة الى المدينة المنورة، حيث استقبل بالترحاب وبالأغاني والورود وسعف النخيل.. وبذل الغالي والنفيس لنشر الدعوة الاسلامية التي تدعو الى التوازن والاعتدال في القيم والسلوكيات والمناهج ونظم التعامل بين المسلمين بعضهم مع بعض، بل بين المسلمين وغيرهم، ومن المفترض ألا تكون هناك اختلافات شاسعة بين الدول الاسلامية، فمن يرد أن يتعرف على الدين فليتجه الى منبعه الأساسي، ليرى جوهره ومضمونه وخصائصه، وأعني هنا نمط المعيشة على أرض الواقع.. فالله له الخلق والأمر، والإسلام نظام كامل للحياة، والمسلمون أمة ذات رسالة كما هو رسولنا الكريم - صلي الله عليه وسلم- وبقوله عز وجل «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله».. وغايتي هي أن يقيم كل مسلم ومسلمة الإسلام في نفسه عقلا وروحا وضميرا، قبل أن يستغله الإرهاب وتطاله أيدي الإرهابيين الغادرة.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك