أغلب الأنظمة العربية كما يعتقد محمد الشيباني ترى أن شعوبها لا تستحق الحرية بعد
زاوية الكتابكتب ديسمبر 29, 2015, 11:56 م 680 مشاهدات 0
القبس
متى تستحق الشعوب العربية الحرية..؟!
د. محمد بن إبراهيم الشيباني
عاشت بعض الشعوب العربية ردحاً من الزمان تحت ظل بعض الأنظمة ترى أنها هي الآمر الناهي، وأن الحق عندها فقط، وهي «التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها»، وليس لك أن تقول ما يخالف ذلك، أنظمة ترى لشعوبها كما قال ميكافيلي «إنكم إنما تنالون الحرية متى صرتم تستحقونها».
وأغلب، وإن لم نقل جميع هذه الأنظمة ترى أن الشعوب لا تستحق بعد الحرية، وهذا القول ليس من اليوم، وإنما منذ عشرينات القرن الماضي، ولا تقدم أكثر بدايات الخمسينات، فمنذ ذلك اليوم والأنظمة المتنوعة التي جاءت إلى الحكم بالانتخاب المزور أو بالدبابة والمدفع (انقلاب)، وهي ترى أن شعوبها لا تستحق الحرية، بل أقلها ولا تريد الصوت المناهض لها بأشكاله المتعددة.
يريدون إمعات تأكل وتشرب وتلبس وتتنقل من حياة فارهة إلى أخرى ومن بلد إلى آخر وضخ أموال بغير طائل ولا فائدة.. هكذا يريدون شعوبهم، بل ويرسخون هذه العادات والسخايا لإسكات الأصوات، وكلما علت هذه الأصوات أرسلوا من يسكتها بالأموال التي تتحول إلى الأرصدة مباشرة، وليس هناك من البنوك من يسأل من أين أتيت بهذه الأموال أو يضخون لك عن طريق المعاملات والمناقصات، فإن لم تسكت نصبوك في أماكن تكون مراقبتهم وعيونهم عليك، وفي الأخيرة إن لم تسكت اتهموك بجرم أو أجهزوا عليك بالكي، وهو آخر الدواء.
ليس لأحد الحق إذا وصلت زمرة من الناس إلى الحكم أن يسألها لم فعلت يا نظام كذا أو ل.م لم تفعل كذا فعندهم الشعوب لا تسأل وهم لا يسألون!
يريدون خشباً مسندة تخاف انقطاع رزقها، أي لا يرون أن الرزق والمحيا والممات بيد الخالق بارئ النسمة والحياة يعتقدونها بأيديهم.
الاحتقار من قبل من تقلدوا هذه الأنظمة لنوعهم الإنساني، وهم شعوبهم أمده قصير وآيات الله فيهم باهرات واضحات وملموسات في عالم الحياة.
لا يفلح من يمنع الحرية عن شعبه ولا يترك لهم المجالات المتنوعة بأن يشاركوا في صنع القرار ثم تطبيقه على الكل من دون تمايز أو تعال.
«متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً» مقالة الفاروق وزاد عليه الصحابي ربعي قوله لملك الفرس «أتينا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد». فلا أحد له الحق أن يستعبد الناس بأي نوع من أنواع العبادات فيذلهم ويلحق بهم الأذى ولا يحق لأي من الناس أن يقول: اعبدوني من دون الله أو أطيعوني كما تطيعون ربكم فمن فعل ذلك فقد جن أو قل هلك عاجلاً أم آجلاً وأزال الله ملكه ومزقه، كما هو شأن الظلمة والطواغيت والجبابرة الذين مروا في التاريخ.
والله المستعان.
• النهاية:
«بيت الظالم خراب، والموت ما منه فوت».
تعليقات