المواجهة العسكرية فقط لا تكفي

عربي و دولي

رئيس الوزراء الايطالي: الارهاب مشكلة داخلية اوروبية

1093 مشاهدات 0


طالب رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينتسي الدول الاوروبية الاقرار بأن الارهاب يعد مشكلة داخلية ايضا تتطلب الاستثمار في الثقافة والتعليم وفتح آفاق الأمل لسكان الضواحي الاوروبية المهمشة.
جاء ذلك خلال لقاء رئيس الوزراء التقليدي بممثلي وسائل الاعلام في نهاية العام الميلادي اليوم الثلاثاء حيث استعرض انجازات حكومته والتطورات الداخلية والدولية خلال عام 2015 المنتهي.
وبصدد الازمات الاقليمية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا وتنامي خطر الارهاب الذي ضرب هذا العام في عدد من العواصم والمدن الاوروبية اشار رينتسي الى ان 'ايطاليا تبنت موقفا جديدا داخل الاتحاد الاوروبي' يدعو الى 'الكف عن اعتبار الارهاب مشكلة شرق اوسطية فحسب لانه موجود لدينا' ايضا.
ولفت الى ان الذين نفذوا اعمالا ارهابية في اوروبا 'هم اوروبيون ولدوا ونشأوا فيها' وان عدم الاقرار بذلك يعني اخفاء جانب من الحقيقة رافضا في الوقت ذاته اعتبار انخراط الشباب في العمل الارهابي واقدامهم على الانتحار وليد الاوضاع الاقتصادية.
وقال من الضروري مواجهة الواقع و'الاستثمار في الثقافة والتعليم' بجانب الامن وفق ما تطرحه ايطاليا داخل الاتحاد الاوروبي من اجل معالجة مشكلات الضواحي الاوروبية - المهمشة - التي ينطلق منها الارهابيون اذ 'لا يكفي العمل العسكري' في هزيمة الارهاب.
واضاف 'علينا التحلي بالشجاعة والاعتراف بوجود مسألة تربية وثقافية' في الاوساط الشبابية والعمل على مواجهة قيم 'العدمية' الانتحارية باتاحة قيم ثقافية وتربوية امام اولئك الشباب ومساعدتهم على الاندماج داخل المدارس واماكن الثقافة.
وعلى الصعيد الدولي وجهود محاربة الارهاب والتعامل مع الازمات الاقليمية اكد رينتسي ان بلاده التي لم تكن ذات وزن يذكر في السياسة الخارجية وبقيت 'تنظر من النافذة' خارج مائدة مفاوضات الملف النووي الايراني ' الا انها عادت بقوة الى المشاركة في اجتماعات فيينا حول سوريا وفي روما حيث استضافت مؤتمرا دوليا حول ليبيا'.
وقال اننا 'نقوم بكل الجهود كي يتم تشكيل حكومة الوفاق الوطني في اسرع وقت' مشددا على الاهمية المفصلية لعامل الوقت لنجاح العملية السياسية في ليبيا.
وحذر رئيس الوزراء من ان اي 'تدخل آحادي الجانب' بالشأن الليبي في الظرف الحالي في ظل الرعاية الاممية للعملية السياسية سيمثل خطأ جسيما اسوة بالتدخل 'الآحادي' السابق الذي سارعت اليه دول غربية في اشارة الى ما قامت به فرنسا وبريطانيا عام 2011.
وقال ان ايطاليا تنهض بدور متقدم بجانب الدول الاوروبية والولايات المتحدة على الساحة الليبية وفي ملفات المنطقة مشيرا الى ان روما سبقت بالدعوة في مارس الماضي الى 'ضم بوتين الى المائدة الدولية التي فرض نفسه عليها' اخيرا مؤكدا ضرورة 'الاقرار بالحاجة الى روسيا في هذا الجزء من العالم'.
وبشأن الهجرة انتقد رينتسي الدعاية اليمينية في التهويل من حجمها لاغراض انتخابية وقال ان الهجرة 'قضية ضخمة يتطلب التعامل معها في اطار قيم وهوية وحضارة' مشيرا في الوقت ذاته الى تراجع اعداد المهاجرين الذين وصلوا ايطاليا هذا العام والتي تربو على 150 الف مهاجر ولاجئ قد تقلصت بقوة عن الاعوام الماضية.
وحول التغيرات السياسية التي كشفت عنها الانتخابات الاخيرة في فرنسا واسبانيا وتقدم القوى الشعبوية قال ان ايطاليا عادت لتكون 'البلد الاوروبي الاكثر استقرارا' سياسيا بفضل قانون الانتخابات الجديد ونجاح الاصلاحات التشريعية والتعديلات الدستورية غير المسبوقة بما فيها الغاء مجلس الشيوخ التي تؤكد 'فوز السياسة على الشعبوية'.
وعدد رئيس الوزراء انجازات حكومته على صعيد تراجع البطالة والخروج من الانكماش والازمة الاقتصادية واستئناف النمو وعودة الثقة لدى المستهلكين والمواطنين متوقعا ان تتقدم ايطاليا في السنوات القادمة قاطرة النمو الاقتصادي في اوروبا.
وفي سياق متصل نبه الى ان الانخفاض الحاد في اسعار البترول ليس بعامل ايجابي بالنسبة لايطاليا التي تعتمد بالكامل على واردات النفط موضحا ان هبوط سعر البرميل دون 70 دولارا يضر على العكس بالاقتصاد الايطالي القائم على التصدير وبصناعاتها النفطية مثل مجموعة (ايني) التي نفى نية الحكومة خصخصتها بالكامل.

الآن: كونا

تعليقات

اكتب تعليقك