ترشيد الفساد .. لا ترشيد الإنفاق
زاوية الكتابيكتب زايد الزيد: أوقفوا السرقات والاختلاسات بدلا من ملاحقة جيوب المواطنين
كتب ديسمبر 29, 2015, 12:14 ص 4092 مشاهدات 0
النهار
الخلاصة - ترشيد... الفساد!
زايد الزيد
في الوقت الذي ينتظر فيه المواطن خططا تنموية فعالة، تتعلق بخدمات صحية وتعليمية واجتماعية، في ظل وصول أسعار النفط إلى مستويات قياسية طوال السنوات الماضية الى درجة انها تجاوزت الـ 120 دولارا للبرميل الواحد في بعض الأوقات، وفي ظل فساد تفشى في كل أرجاء الدولة ومناحيها، تأتي لنا الحكومة اليوم وبعد انخفاض سعر البرميل إلى ما دون الـ 30 دولارا، لتكلف احدى المؤسسات العالمية بدراسة جوانب الدعم في الموازنة العامة، لتنتهي هذه المؤسسة بالتوصية بتقليص الدعم- وفقا لما نشرته إحدى الصحف- تحت ذريعة «الترشيد»، فأي ترشيد للإنفاق تتحدثون عنه، وأنتم لا زلتم تواصلون سياسة المنح المالية المليارية والقروض وبناء وتمويل مشاريع تنموية في مختلف دول العالم، بينما لم نرَ هنا أياً من تلك المشاريع!
وقبل الحديث عن تقليص الدعم، نقول للحكومة : هل واجهتم غلاء الاسعار المستعر بلا هوادة في ظل غياب تام عن الرقابة؟ وهل قمتم بالحد من جشع التجار حتى توقفون دعم مواد التموين؟ وهل أنشأتم جامعة عصرية تليق بالكويت وبشبابها حتى تخفضوا حجم البعثات للخارج؟ وهل قمتم بحل المشكلة الاسكانية حتى تقلصوا مبالغ بدل الايجار؟ وهل قمتم بترشيد إنفاق مصاريف النواب والوزراء قبل المواطنين؟ وهل قمتم بمراقبة وترشيد المصروفات الكمالية في الجهات الحكومية؟ وهل قمتم بترشيد مصاريف المهمات الحكومية في الخارج؟ وهل قمتم بالغاء المصروفات السرية في بعض الجهات بعد ان تضخمت في موازنات السنوات الأخيرة لتبلغ مئات الملايين من الدنانير؟ أسئلة تحتاج لإجابة وافية وبكل شفافية، فإن أرادت الحكومة الترشيد فلتبدأ بنفسها أولاً!
أخيرا، يبقى التساؤل الأهم، هل قمتم بوقف السرقات والاختلاسات والتعديات على المال العام؟ فنحن لم نشهد ملاحقة جدية واحدة تجاه سراق المال العام في ظل توالي فضائح التطاول على المال العام، ولم نرَ احدهم يقبع خلف قضبان السجن، فكيف تريدوننا ان نصدق انكم جادون في ترشيد الانفاق لأجل الصالح العام؟ نحن نراكم جادين فقط في تحقيق الصالح الخاص لبعضكم، وهذه هي الحقيقة دون سواها.
تعليقات