'داعش' تقوم بتنفيذ أجندة خبيثة تخدم أعدائنا.. بوجهة نظر وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 649 مشاهدات 0


الراي

نسمات  -  هل بدأت الحروب المقدسة؟

د. وائل الحساوي

 

قرأت أكثر ما كتبته وسائل الإعلام عن «سيد فاروق» وزوجته «تاشفيا ملك» اللذين نفذا هجوماً على مركز لذوي الاحتياجات الخاصة بكاليفورنيا، فقد وصفهما أقرب الناس إليهما بأنهما شخصان متدينان هادئان محبان للآخرين ليس لهما أي سجلات جنائية.

وقد حضر الزوجان إلى احتفال نهاية السنة، ثم خرجا ثم عادا مدججين بالأسلحة ليطلقا النار على زملائهما في العمل، ويقتلا 14 منهم قبل أن يتم قتلهما من قبل الشرطة!

لقد ظلت الشرطة الأميركية خلال يومين من الحادث تتكلم عن «المشتبه بهم» دون أن تحدد من هو مرتكب الجريمة، ثم تم اتهام الزوجين بالجريمة دون نشر أي من الأدلة أو الصور حول الجريمة!! ثم تكلموا عن أن «ملك» كانت على اتصال بمنظمات إرهابية عن طريق الإنترنت، وبالطبع فإن عصابة «داعش» استغلت الفرصة لتعلن عن تنفيذها لتلك العملية، ولا شك أن «داعش» لا تترك فرصة للتفاخر بتبنيها إلا وفعلتها، حتى لو أن ذئبا افترس غنما في آخر العالم لتبنت «داعش» تلك العملية!!

لا أدري ما مصلحة «داعش» في قتل بعض المعاقين في كاليفورنيا من زملاء فاروق وزوجته في العمل، إلا أن يكونوا معتوهين ويرون أن القتل هو المطلوب للجميع!!

لا نعترض على ما وصلت إليه الشرطة الأميركية، ولكن السؤال: هل يعقل أن يؤدي هذا الحادث المأساوي الذي يتكرر يومياً في الولايات المتحدة إلى إقدام أقوى مرشح للرئاسة من الحزب الجمهوري (دونالد ترامب) على المطالبة بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة الأميركية، بحجة انهم يكنون الكراهية للولايات المتحدة، وقبلها اقترح ترامب إدراج أسماء كل المسلمين الأميركيين في جدول بيانات خاص وطالب برفض استقبال اللاجئين السوريين، وادعى بأن مسلمي نيوجرسي قد هللوا لهجمات الحادي عشر من سبتمبر!!

حتى الكويتيون لم يسلموا

بل تمادى ترامب باتهام الكويتيين بأنهم كانوا يحتلون الفنادق الفخمة في لندن أيام الغزو العراقي للكويت ويتركون للأميركان تحرير بلادهم دون أن نستفيد منهم شيئا!!

لا أريد أن أدلل على أن أميركا قد كانت أكبر مستفيد من تحرير الكويت وان المليارات قد توجهت لها لدعم معركة التحرير وبعد التحرير والصفقات المليارية مع الشركات الأميركية، بل إن ترامب أسس لنفسه امبراطورية تزيد على 3.5 مليار دولار في دول الخليج!!

ولا أريد أن أتحدث عما فعلته الولايات المتحدة في افغانستان والعراق بعد احداث سبتمبر وقتلها لآلاف المدنيين الأبرياء تحت مسمى محاربة الإهارب ولازالت!!

لكن ترامب ليس إلا استكمالا لسياسة جورج بوش الابن الذي كان يرى بأنها حرب صليبية جديدة يخوضها في الشرق الوسط وان من ليس معهم فهو ضدهم!!

ومع أننا نؤمن بأن هنالك الكثير من العقلاء في الغرب الذين يرفضون اتهام مليار ونصف المليار مسلم بجريرة قلة من المعتوهين، لكن تكرار مثل هذه النوعيات من الشخصيات على الساحة السياسية لاشك أنه يعزز الكراهية ضد المسلمين ويزيد العداوات التي لابد أن تتحول إلى منهج عام يؤذن بإشعال الحروب ودعم الحاقدين، وها قد شاهدنا المرشحة المتطرفة «لو بون» في فرنسا تفوز بمقاعد المجالس المحلية بعدما كان الجميع يستنكر تصريحاتها المعادية للإسلام والمطالبة بطرد الأجانب ومنهم المسلمون!

ليس لدي أدنى شك بأن «داعش» التي خلقتها المخابرات السورية والعراقية وسلطتها على رقابنا تقوم بتنفيذ أجندة خبيثة خدمة لأعدائنا، فالله المستعان!!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك