صمت الجماهير وتوقف حراكها الشعبي سيكون موقتاً.. هذا ما يراه وليد الرجيب
زاوية الكتابكتب ديسمبر 4, 2015, 11:44 م 673 مشاهدات 0
الراي
أصبوحة - المتهافتون
وليد الرجيب
كان حديث رئيس مجلس الأمة الأسبق أحمد السعدون، حول نية بعض القوى السياسية كسر المقاطعة وخوض الانتخابات النيابية، يكشف أن هناك تهافتاً من بعض القوى السياسية على المشاركة النيابية، بغض النظر عن مصالح الشعب ومطالبه الإصلاحية، وهذا أمر ليس بمستغرب على تلك القوى.
إذ تعتبر هذه القوى السياسية أن النضال الجماهيري ينحصر في العمل البرلماني، وليس مهماً النضال الاجتماعي، الذي يمس معيشة الجماهير، فهي من دعت سابقاً لإيقاف الحراك الشعبي، بل يرى بعضها أن الحراك المطلبي السلمي عمل غوغائي وشغب يخل بالأمن.
وتتميز هذه القوى بالنهج الانتهازي والعمل السياسي الفوقي، لا تلمّس الحاجات الاجتماعية الاقتصادية للجماهير، فليس من المهم الهجوم على المكتسبات الاجتماعية، والغلاء المعيشي والبطالة المتزايدة سنوياً، وزيادة أسعار الخدمات الأساسية، وتفشي الفساد والتنفيع، وتردي البنية التحتية، وضياع مليارات التنمية المزعومة، وهدر المال العام، هذا ناهيك عن التضييق على الحريات وملاحقة المعارضة السياسية والشباب المغردين.
وأعتبر الاجتماعات المغلقة لهذه القوى، وتخليها عن النهج المعارض لسوء الإدارة السياسية والانفراد بالقرار، خيانة وتيئيسا للجماهير التي وضعت ثقتها فيها، بل يعني بكل بساطة رغبتها في اقتسام كعكة ثروات البلاد، مع قوى النفوذ والفساد.
وبالأساس هي لا تريد أن تتسخ بالعمل الجماهيري على أرض الواقع، ضاربة بعرض الحائط آمال الناس المعلقة على القوى السياسية التي يفترض أن تمثلها، وبالأخص الفئات الشعبية والمحدودة الدخل.
فالعمل السياسي يعني بالنسبة لها مصالحها الضيقة ومصالح الفئات التي تمثلها، وليس مصالح الغالبية الساحقة من الشعب، ولا يستبعد انضمام قوى أخرى أو أفراد من المعارضة لها، ما يؤخر عملية الإصلاح ويفاقم مشكلات البلد.
وقد تعلم هذه القوى أو لا تعلم، أن صمت الجماهير وتوقف حراكها الشعبي سيكون موقتاً، في حال استمرار الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، سواء تخلت هذه القوى عنها أم لم تتخل، فهي قوى لا تحسن قراءة التاريخ وحركة الواقع الجدلية.
تعليقات