ابن العصر الذي نعيشه باعتقاد صالح الشايجي هو أكثر الناس تنعما وشقاء
زاوية الكتابكتب نوفمبر 29, 2015, 11:39 م 872 مشاهدات 0
الأنباء
بلا قناع - مؤامرة الطقس
صالح الشايجي
في ظني وفي اعتقادي أن ابن هذا العصر الذي نعيشه، هو أكثر الناس تنعما وشقاء.
إنه إنسان يعيش عصر التطور التقني الهائل جدا والذي سهل له كثيرا من مصاعب الحياة وأهوالها، فوسائل المواصلات تطورت واختصرت الزمن كثيرا، وما كان يقطع من مسافات في شهور، تنهبه الطائرات في ساعات.
والطب في أوج تطوره، ووسائل الاتصالات صارت أشبه ما تكون بالسحر، وكل ما كان بالأمس خيالا مجنونا صار اليوم واقعا نعيشه ونمتطي صهوته وبات من اعتياديات الحياة، حتى بتنا لا نفكر في غرابته.
هذا هو جانب التنعم أو الجزء المضيء من حياة أناس هذا العصر والنصف الممتلئ من الكأس.
أما جانب الشقاء الذي يعيشه إنسان هذا العصر، فهو المتمثل في الشرور الكثيرة التي تحيط بحياتنا مثل الارهاب والحروب العسكرية وحروب الطبيعة التي باتت تشن علينا حروبا ما عرفتها الحياة من قبل، وحتى الجرائم الفردية صار لها وجه غرائبي ما عهده الناس قبلا.
وحروب الطبيعة المتمثلة في الفيضانات وشدة الأمطار وزمجرتها وفي مناطق لم يعرف عنها أنها كثيرة الأمطار والرعود والبروق، دعت أحدهم لاعتبارها «مؤامرة أميركية» لتخريب دولنا، وذلك من خلال امتلاك أميركا لتقنية تؤهلها للعبث بالأجواء- حسب زعمه!
ورغم غرابة مثل هذا القول، وعدم معرفتنا بجدية صاحبه أو هزله فيما قال، فإننا نكاد نصدقه، أو أن ما نراه من تحولات في الأجواء قد يصدقه.
وإضافة إلى هذا وذاك من أهوال العصر، نضيف تلك النذر المخيفة بحرب قد تقوم فلا تبقي ولا تذر، وهي- إن قامت- لن تكون كسابقاتها من حروب وستبدو كل حرب قبلها، حربا رحيمة رئيفة.
المحيطات والبحار مليئة بحاملات الطائرات والبوارج المثقلة بالأسلحة العابرة للقارات، والسماء ملبدة بالطائرات وما تحمل على متونها من سبل الموت المتعدد الوجوه.
وهكذا يعيش إنسان اليوم بين رفاهية وترف وتنعم، وشقاء وخوف ويأس من يومه قبل غده.
وهذا كله من صنع الانسان نفسه، فهو الصانع هناءه وترفه، وهو نفسه الصانع شقاءه وخوفه وبؤسه ويأسه.
فيا أيها الانسان كم أنت جبار!
تعليقات