النظام الرأسمالي لا يمكنه العيش من دون حروب دموية وتدميرية.. كما يرى وليد الرجيب

زاوية الكتاب

كتب 972 مشاهدات 0


الراي

أصبوحة  -  الرأسمالية عالم الشر

وليد الرجيب

 

لا شك أن النظام الرأسمالي لا يمكنه العيش ومحاولة إطالة عمره، من دون حروب دموية وتدميرية، حتى وإن كان الضحايا بالملايين، وحتى إن كانت النتيجة دمار المدن والتراث الإنساني، والنزوع إلى الحرب أو حتى التلويح بها من قبل هذا النظام، يكمن في تناقضاته الداخلية، التي تؤدي إلى أزماته العامة والدورية، والتي لا يجد حلاً لها إلا بإشعال الحروب بين الدول الرأسمالية، لإعادة اقتسام النفوذ في العالم، إذ لم تعد هناك بلدان لم تستعمر بعد، ولذا تشعل الحروب لإعادة اقتسام المقتسم أصلاً.

فالتصعيد الأخير بين روسيا وتركيا، جراء اسقاط طائرتين حربيتين روسيتين بواسطة الدفاعات الجوية التركية، قد ينذر بخطر يتهدد العالم، حيث يرجح بعض المحللين أن ترد روسيا بالمثل على تركيا، ويعتقد البعض من هؤلاء المحللين، أن هذا التصعيد الروسي هو رسالة موجهة إلى حلف الناتو.

ففي ظل انتهاء العالم أحادي القطب، ووجود قطبين رأسماليين كبيرين متنافسين، تستخدم سياسة استعراض العضلات بين القطبين الأميركي والروسي، أو بين الأحلاف العسكرية المتنافسة، فكل قطب يهدف إلى حصة أكبر، من كعكة النفوذ والثروات في العالم.

وقد تتم التهدئة بشكل أو بآخر بين روسيا وتركيا، لكن إن تم تصعيد الأمر إلى حرب لا سمح الله، فسيكون العالم مهدداً بالدمار عدة مرات، من خلال استخدام أسلحة الدمار الشامل، فالرأسمالية لا أخلاقية حيث المصالح بالنسبة لها أهم من سلام البشر وأمن الشعوب، وستكون منطقتنا أسخن المناطق في العالم.

ألا يكفينا الجماعات الإرهابية والتكفيرية التي تحاربنا بالنيابة، والأنظمة العربية التي تبيد شعوبها من أجل الكراسي؟ وألا يكفينا «داعش» الذي امتدت أذرعه من دولنا إلى الدول الغربية؟ حتى نصبح ضحايا لهذا العالم الرأسمالي المجنون، وضحايا التنافس على النفوذ في العالم بين الأقطاب الرأسمالية.

لقد أصبح البشر يحلمون بعالم أكثر عدلاً وإنسانية، عالم يسوده السلام والرخاء والحرية، عالم منزوع السلاح وأكثر حكمة وعقلانية، يتخلص من نزعة الشر التي أصبحت وكأنها تركيب ملازم للبشر، أو ضمن خلاياهم.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك