العرب يحبون دولهم لكن كل أفعالهم تكون ضد ذلك.. هذا ما تراه دينا الطراح
زاوية الكتابكتب نوفمبر 26, 2015, 11:16 م 632 مشاهدات 0
القبس
كلمة راس - العرب...!
دينا الطراح
«قد آلينا على أنفسنا أن ننقذ الأجيال القادمة من ويلات الحرب». (نحن شعوب الأمم المتحدة ـــ ميثاق الأمم المتحدة)
العرب يعانون من أزمة سياسية ممتدة عبر أجيال.. وهي عدم الإحساس بالأمن والاستقرار بدولهم وبمنطقتهم العربية، ولذلك هناك مهاجرون كثر منهم الى الغرب، ولذلك هناك أزمات سياسية تطيح ببعض أنظمتهم باستمرار، ولذلك هناك فجوة كبيرة وآخذة في الاتساع بين العرب غير المتطورين وبين العالم المتقدم في زمننا المعاصر، بالإضافة الى القضية الفلسطينية ــــ الإسرائيلية التي تؤرّ.ق كل عربي مهدَّد بأن يكون فجأة بلا وطن أو هوية تحفظ له كرامته ووجوده في العالم.
العرب.. يحبون دولهم: لكن كل أفعالهم تكون ضد ذلك، فهل عمَّروا دولهم بالبناء والمساكن والمدارس والمصانع، والعمل المجتهد؟ هل أدركوا أن ارتكاب الأخطاء السياسية والاقتصادية والأمنية، بل والفردية تأخذ وقتاً طويلاً لإصلاحها؟ هل استحدثوا قوانينهم وسياساتهم، بحيث يكونون مواكبين لغيرهم وقادرين، حكومات وشعوبا على الالتزام بها، بدلا من التحايل عليها من البعض؟ هل يقدمون بلدانهم على أنفسهم، بحيث يفعل كل فرد دوره في بلده وهو مرفوع الرأس ويشعر بكرامته وبكيانه المحفوظ ببلده وبأهميته، وبأن دولته توفيه حقه في الحياة الكريمة والمرفهة؟
ماذا فعل العرب ومعظم حكوماتهم لضمان بناء دول قوية قادرة على مواجهة تحديات الحياة وحفظ وجودهم بين دول العالم القوية؟!
العقلية العربية يجب أن تعي الفروق المهولة بينها.. وبين غيرها من العقليات العالمية التي تصارع في ميادين العلم والعمل والتسلح واستحداث القوانين والسياسات لتحفظ وجودها، وتسيطر على شعوبها، بل وتسيطر على الدول الأكثر ضعفاً منها، لتبقى متفوقة على غيرها بمراحل كثيرة تكفل لها الاستمرار على قمة العالم وقيادته وفق مصالحها ومصالح مواطنيها فقط.
الالتزام بالمبادئ والإيمان بالذات والإحساس بالانتماء بالأوطان كل ذلك لا يأتي بالفرض أو القمع أو العنف أو حتى التعليم، إنما هو شعور راسخ داخل أي فرد مهما كان دوره أو وظيفته، يريد أن تكون له دولة وهوية وكرامة محفوظة في عالم اليوم القوي!
تعليقات