الحسد ... ملأ قلوب الناس

محليات وبرلمان

عيونهم تجدح شرارا كلما شاهدوا شخصا أفضل منهم!!

1305 مشاهدات 0


 قال الحق تعالى في كتابه الكريم {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ }

إنتشار الحسد بين العديد من الناس أمر يلفت الإنتباه كثيرا، وللأسف أنها تتوسع كثيرا ولأسباب متعددة تستشعرها البشرية وخاصة عندما تتعرض لمثل هذه الأمور بحياتهم، والعديد من الناس بات يشعر بالخوف من قول الحقائق خشية أن يتعرض لدهشة مملوءة بالغيرة أو قلبا يحقد على الامتيازات التي لدى غيره، وكذلك للذين جعلوا الحسد مهنة لهم مما يؤكد على سواد قلوب البعض ممن يعيشون حولنا، فناك من يحسد على مالك أو صحتك أو منصبك أو جمالك أو أشياء تافهه، والمؤسف أن أكثر حوادث الحسد تحدث بين الأقارب والأصدقاء وذلك لقربهم من بعض ولمعرفتهم بأخبار بعض بعكس من هم بعيدين عنه، و كذلك عملية المقارنة المستمرة التي دوما تكون أمام ناظريهم، وكأن الحياة السعيدة التي تكتب لغيرهم والخير الذي لم ينالوه لابد أن يزحزح عنهم ليلتقطوه هم عنهم، لأنهم يرون أنهم هم الأحق بهذه التغيرات الإيجابية.
عقليات الناس في هذا الزمن رغم التطور وثقافة الأغلبية والحياة التي تتميز بقلة الصعوبات التي كانت موجودة بالسابق، إلا أنها تؤكد على أن الإنسان بعيد جدا عن ربه وعن أهم السمات الإسلامية وهي البعد عن الحسد للآخرين وتمنى الخير لهم بدلا من تمني زوال النعمة منهم.
إن الحسد والغيرة تتفشى بين الناس كالمرض والأسباب كثيرة و متعددة، لكن للأسف لا يعرف بعضهم أنهم مصابين بذلك الداء و ينكرون أنها من سماتهم، إلا أن أفعالهم تكشفهم في بعض الأحيان، وهناك من يخفي هذا الأمر  لأنه يعلم أنها ستجعل ممن حوله يهرب بعيدا عنه، وأيضا تجد ذلك الحسد والغيرة المرضية بين زملاء العمل الذين يجمعهم مكان واحد، ويفترض بهم أن يكونوا على قلب واحد، لكن لم تستطع قلوبهم أن تغير وجهتها، و سارت حسب مشاعرهم السوداء  من خلال بث سمومهم الذي كان الحسد و الغيرة داء ظهر لديهم مع ظهور الشخص المبدع والنجاح الذي يحققه غيرهم يزيد من جرعة هذا المرض، فتجد أعينهم تبث إشعاعات لا ترى و لكن يشعر بها من يلتقطها، فينصدم من تعرض لها متسائلا : هل من خطأ ارتكبته ؟؟ وهل فعلا من أتعامل معهم قلوبهم مليئة بالحقد والحسد والغيرة ؟؟ و لماذا يحدث هذا ؟!!
إن عقلية الحاسدين متنوعة إلا أنهم اتفقوا بسمات وأولها هي تقديم النقد اللاذع وإشعار من حولهم دوما بالفشل، دام أنهم غير مشاركين بهذا النجاح الذي يحققه غيرهم ، ودوما يرغبون بالتشكيك بقدرات من حولهم و تحبيط  المعنويات والإستخفاف من جهوده وتحبيط معنوياته، وقد تجد بعضهم لا يتفق أبدا معك ويبشرك بفشل عملك قبل أن يبدأ وأن نجح فلا يبارك لك أو يقول أنها كانت بفضل عوامل أخرى لا تكون أنت جزء منها، وآخر منهم تجد عيناه تكشف الكثير من الخبايا التي توجد بداخلة فكأنها نافذة تطل بها على حقيقة هؤلاء الذين لا يملون من الاستمرار بعملهم هذا.
إنهم يحيطون بنا وأحيانا يعتبرون كالفيروسات لا يكتشفها الفرد لحسن نيته، وقد يعتقد في بعض الأحيان أن صلة القرابة هي لقاح ضد الحسد، فتجد بعضهم يفرغ ما في قلبه لأحد أقاربه معتقدا أنه يؤيده وسوف يسانده حتى لو معنويا، بينما هو يشتعل من الداخل حقدا و حسدا وكرها، معتقدا أنه هو الأفضل والأحق بنيل ما ناله هذا الإنسان.
كثيرة هي النزاعات بين الأقارب لتجد أن أسبابها تتداخل معها رؤية الإنسان لصورته السامية بينما يرى الآخرين اقل منه شأنا، و لايحق أن تكون هناك أي امتيازات لغيره، وان حدثت فلابد أن يتم ربطها بأسوأ الاستنتاجات ولايشعروا بالفرح له بل بالندم والحزن والغضب التي تتجمع لتولد الحسد في قلبه.
والأمر الغريب أن عقلية الحساد باتت تنظر حتى لتوافه الأمور كي تقوم بتمني زوالها، فكلنا نعتقد أن كثرة المال أو الجمال الصارخ أو المنصب العالي هي أحد أهم الأسباب التي توجه أعين الحساد عليها، بينما هناك أمور كثيرة وقد تكون تافهة جدا كي يتم النظر لها بهذا الصورة و هي قائمة لا تنتهي و طويلة دامت تتعلق بالأمور البسيطة في حياتنا، ويتعرض العديد لمواقف كثيرة يعلم أصحابها أن سببها المباشر هي الحسد لا غيره، لذلك انتبهوا جيدا، و تجنبوا الحاسدين، فأحيانا يصعب إيجاد العلاج له وقد لا تتلاحق بالبحث عن العلاج.

الآن - تقرير: نورا ناصر

تعليقات

اكتب تعليقك