المواجهة الأفضل للإرهاب بمعالجة الوضع في البيئات الحاضنة له.. بوجهة نظر ناصر المطيري
زاوية الكتابكتب نوفمبر 15, 2015, 11:46 م 596 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية - داعش.. الصدمة والرعب !
ناصر المطيري
أيام قليلة بين تفجير بيروت وتفجير باريس حيث صدم تنظيم الدولة الاسلامية «داعش» العالم بأكبر تفجيرين في عاصمتين عربية وأوروبية وفي تدبير محكم اخترق اجهزة المخابرات وأرعب العالم.
ومن خلال عمليات «داعش» الارهابية يتضح ان اسلوب «الصدمة والرعب» هو السمة التي تتميز بها التفجيرات الداعشية وأقواها واكثرها تأثيراً تفجيرات باريس الأخيرة من حيث القوة والنتائج والضحايا الأبرياء.
التأثير السياسي الأهم هو تزامن تفجير باريس مع موعد انعقاد قمة العشرين في انطاليا بتركيا، حيث سيفرض ملف الارهاب الداعشي نفسه على طاولة المباحثات وستكون هناك اجراءات دولية جادة لاسيما ان فرنسا وعلى لسان رئيسها اعتبرت التفجير بمثابة اعلان حرب.
تفجير باريس ليس مقصوراً تأثيره على فرنسا بل ان الرعب الداعشي بدأ يتغلغل الى اوروبا كلها لذلك فان الحرب على الارهاب في المرحلة القادمة ستكون واسعة وشاملة.
ولكن كلما كثف العالم حربه ضد الارهاب سواء «داعش» او القاعدة قبله فإن العمليات لا تتوقف ولم يتمكن العالم من قطع دابر الارهاب لأن الارهابيين هدف خفي وهو عبارة عن فكر يتمدد لا تحده حدود ولا حواجز.
المواجهة الأفضل للارهاب هي معاجة الوضع في البيئات الحاضنة له وهي مناطق الحروب والصراعات في الشرق الأوسط حيث تساهم دول الغرب في تأجيج الصراعات وتسليح الجماعات والتراخي في دعم الشعوب المنكوبة من الطغاة فيترعرع الارهاب في هكذا بيئات ويبقى ويتمدد فتكتوي دول الغرب بنيرانه.
دول الغرب التي كانت تتابع بدم بارد القتل والتنكيل بالشعب السوري في أبشع صور الموت والدمار لم تعتبر ذلك ارهابا بل هي تفاوض النظام السوري وتمنحه مزيدا من العمر والبقاء في السلطة.
الارهاب لا يتجزأ فما يحصل في العراق وسورية وما تمارسه سلطات الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني هو ارهاب ايضاً وما يحدث في بورما ارهاب.. يجب تحديد مفهوم الارهاب بلا انتقائية وعدم تحميل الاسلام والمسلمين وحدهم ذلك فالارهاب لا هوية له والمطلوب معالجة بيئاته الحاضنة التي ينشأ فيها.
تعليقات