المبررون الشامتون باعتقاد صالح الشايجي أشد خطراً من القتلة

زاوية الكتاب

كتب 718 مشاهدات 0


الأنباء

بلا قناع  -  'ليلي' و'كارلوس'

صالح الشايجي

 

في صباحين متتاليين، أصحو على أخبار الدم والقتل.

صحوت صباح الجمعة على أخبار تفجيرات الضاحية الجنوبية في بيروت، والضحايا بالعشرات.

وصحوت صباح السبت على أخبار تفجيرات «باريس» والضحايا جاوزوا المائة بعشرات.

هل يعرف القتلة ضحاياهم في تلك التفجيرات سواء اللبنانية أو الفرنسية؟

بالطبع لا!

إنه موت غير مرشد ولا محدد الضحايا، هو ليس ثأرا من الضحايا الذين ماتوا، وليس انتقاما منهم، لعدم وجود سابق معرفة بين الفاعل والمفعول به، بين القاتل والمقتول، بين الضحية والسياف.

لماذا سهل الموت الى هذه الدرجة؟ وكيف صار القتل بلا هدف؟ ولماذا يقتل الناس الأبرياء في منازلهم وشوارعهم ومحالهم؟

لماذا يموت طفل تنتظره أمه وهو يحمل الخبز لإخوته الصغار؟

ولماذا يموت أب أضناه الزمن وأشقاه يعول عيالا، لا معيل لهم سواه؟

ولماذا يضرب الموت قلب باريس الجميلة باعثة النور في دياجير الليل الانساني؟

لماذا يقتل الناس هناك؟ وما الذي اقترفه أولئك القتلى ليكون جزاؤهم الموت بهذه الطريقة المروعة؟

أسئلة تبحث عن إجابات، ولكن لا إجابة، ولن يجيب أحد لأنه لاتوجد أساسا إجابة.

أما ماهو بمرارة ذلك القتل وبقساوته، فهو تبرير البعض له وتأييده وإيجاد الأسباب والمبررات له.

وهنا تكمن المصيبة السوداء والكارثة القاصفة العاصفة!

فالقتلة ليسوا فقط من قاموا بتلك التفجيرات، فأولئك قضوا مع ضحاياهم وانتهى أمرهم إلى اللعن، وهم أفراد معدودون ملعونون، ولكن المصيبة تكمن في أولئك القتلة الهاجعين في مهاجعهم والمحتسين القهوة على أرائكهم المؤيدين للقتل ولموت الضحايا، تحت حجج بلهاء واهية.

فما شأن ضحايا الضاحية الجنوبية في بيروت في مشاركة «حزب الله» في الحرب السورية، وربما أكثرهم لا يعرف «حزب الله» ولم يسمع به، ليعرف مشاركته ودوره في الحرب!

وهذا هو المبرر الكريه الذي يسوقه هذا البعض الشامت بالدم الانساني، لتفجيرات بيروت. وما دام «حزب الله» موجودا في ميدان القتال وفي دائرة الحرب فحاربوه هناك في الميدان، ولا تحاربوه بقتل أبرياء مدنيين لا ناقة «حزب الله» تدر لبنها في أفواههم، ولا جمله يحملهم في أسفارهم.

أولئك المبررون الشامتون هم أشد خطرا من أولئك القتلة الذين مضوا وقضوا وانتهى أمرهم.

إنها حالة مخيفة كريهة، ولكنها ليست جديدة علينا.

أما كنا نفرح في ستينات القرن العشرين وسبعيناته لقيام الفلسطينيين بخطف الطائرات المدنية وترويع ركابها ثم حرقها؟

أو لم يفرحنا «الجيش الأحمر الياباني» بتفجير مطار «بن غوريون»؟

ألم تتحول «ليلى خالد» إلى بطلة ونموذج بطولي في عقيدتنا القومية!!

ألم يكن «كارلوس» بطلا قوميا لنا نتباهى به ونشيد ببطولاته!!

كلنا قتلة، وليس إسلاميي هذا الزمن فقط، يساريو الأمس أيضا قتلة!!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك