التركيبة الثقافية الحالية لمجتمعنا أفسدت كل شيء جميل.. بوجهة نظر تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 697 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  -  مواطن يتمنى العودة إلى... 'الوراء' !

د. تركي العازمي

 

الجو «براد» يا سيدي... أنعم الله علينا بنعمة الأمن والأمان، وفقدنا «الأهم» وهو الثوابت الاجتماعية الصالحة.

كنت جالساً مع صديق لي وهو مواطن يتمنى العودة إلى «الوراء» بعد أن احتل الشعر الأبيض رأسه وذقنه... وأخذ يحدثني بحرقة «تدري بو عبدالله.. كنا في الأمس نعرف قيمة العم والخال ونفهم أن الكبير كبير يُحترم ويُسمع رأيه وذهبنا وتعلمنا وتغربنا في الخارج وبعد أن علمتنا الغربة حتى في بلدنا مفهوم أخلاقيات التعامل فهمنا أن الكبار لم يكونوا على توافق مع توقعاتنا، وأصبحت انطباعاتنا الحالية مختلفة فلا صدق ولا تواصل في التعامل والكل مشغول يبحث عن مصلحته ولا يهمه أقرب الناس إليه»

وأكمل «على المستوى المهني تبوأنا مناصب كبيرة وطرحوا علينا صوراً عديدة من الإغراءات بعضها على الطاولة والبعض الآخر من تحتها وجاهدنا النفس الأمارة بالسوء... وشاهدنا أن من انحرف عن القيم والعادات الصالحة هو من يقرر كيف يتعايش مع الواقع الخطأ مؤسساتياً واجتماعياً».

هذه ليست من نسج الخيال... إنها حكاية أخ أحترمه وأقدره، ولم يدخل طرف ثالث في النقاش فالكل مشغول بوجبة العشاء ونحن متمسكون بالـ«الريجيم»!

هذا النموذج الذي نعيشه... مفارقات عدة حتى على مستوى العائلة الواحدة تجد بعض الأعضاء منها يتفنن في «الحسد» ولا «يريد لك الخير»!

إنها التركيبة الثقافية الحالية لمجتمعنا والتي أفسدت كل شيء جميل ولا غرابة من تمني الصديق بالعودة إلى الوراء حيث القيم والأخلاق والحفاظ على الروابط العائلية الطيبة.

أشعر بحزن شديد بعد تلك الليلة... ليلة السبت الماضي،حزن جعلني أراجع شريط الذكريات بين عم وخال وجد وجدة بعضهم تحت التراب ولم تكن هناك شوائب... الرابطة «رابطة الدم» أقوى من أي رابطة أخرى.

تذكرتها وترددت في الكتابة عنها لكن بعد أن استئذنت صاحبي المخضرم المعروف لدى الكثير بحسن أخلاقه ونزاهته وصراحته وشفافيته التي أفقدته الكثير من الفرص ليس لأنه لا يملك الكفاءة والقدرة والخبرة العملية بل لأنه صاحب مبدأ.

هل سمعتم عن هواية «الكذب»؟

هذه الهواية ذكرها صاحبي أثناء حديثه... يقول «كنا نجلس في اجتماعات وبعض الأحيان أحاديث جانبية ووجدت أن البعض أصبح ممارسا لهواية الكذب.... كل شيء يكذب فيه إذا تعارض مع مصالحه وإن كان الطرف الآخر قريباً أو صديقاً حميماً».

تخيل الوضع.. راجع نفسك أولاً قبل أن تتوجه في نقدك للآخرين فأنت لا تعلم إن كنت ستفيق من نومك أم لا؟

ونصيحتي لكل قارئ وقارئة يقبع في «مخه» عقل أن يحاسب نفسه قبل أن يقف أمام رب العباد يوم لا ينفع مال ولا بنون... حينئذ لن يستطيع أن يطلب العودة إلى الوراء والله المستعان!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك