وائل الحساوي يتوقع ازدياد وتيرة جرائم الإرهاب بحق الإنسانية

زاوية الكتاب

كتب 608 مشاهدات 0


الراي

نسمات  -  لكل فعل.. رد فعل أكبر منه!

د. وائل الحساوي

 

أعلن اوباما بأن تلك الجرائم الارهابية التي وقعت في باريس قبل يومين هي جرائم ضد الانسانية وليست ضد فرنسا وحدها!

ونحن نوافق اوباما بأن الارهاب لا دين له، وبأنه يستهدف البشرية جميعها قبل ان يستهدف دولة او شعبا!

ولكن هل يدرك العالم المتحضر تلك الحقائق في تعامله مع مصائب الشعوب في العالم ام انه يغلق عينيه ويتجاهل جراحات المجروحين، وتظلمات المظلومين وانّات المضطهدين؟!

لقد كنا ندرك ان العالم سيدفع ثمن سكوته عما يجري في سورية لما يقارب الخمس سنوات من انتهاك صارخ بحق الانسانية، وابادة شاملة لهذا الشعب المضطهد، ووقوف دول العالم المتحضر مع مجرم تسبب في ابادة شعبه واذاقه الويلات - هو وابوه - لاكثر من اربعين عاما، من اجل ارضاء الكيان المجرم في اسرائيل والدفاع عنه! ثم التأمت الكثير من الدول لاستكمال المشهد المرعب ولدعم المجرمين!

لقد كنا ندرك بأن القهر والاضطهاد الذي يرزح الشعب الفلسطيني تحت نيره منذ 67 عاما، ومصادرة اراضيهم وقتل اطفالهم ونسائهم ستظهر اثاره قريبا وبدلا من ان يتدارك العالم المتحضر خطأه ويردع المجرمين فقد راح يصدر القرارات تلو القرارات من خلال نافذته التي يمتلكها في الامم المتحدة ليعزز سطوته على فلسطين ويبالغ في اذلال ذلك الشعب المضطهد وزيادة معاناته، الى ان سمح الكيان الصهيوني لجنوده باطلاق النار على كل من يشتبه به حتى من الاطفال، وقتله دون ان تتم محاسبته!

لقد كنا ندرك بأن حالة الفوضى الخلاقة التي خلقها الاميركان في العراق وتسليمهم زمام الامور لإيران ولأعداء الشعب العراقي لن تمر هكذا دون محاسبة، وهكذا في بقية البلدان!

لئن كان الكبار والعقلاء يتألمون مما يحدث حولهم لكنهم لا يرون الخلاص من تلك المآسي عن طريق العنف والقوة لكن ماذا عن اولئك الاطفال الذين نشأوا من رحم تلك الاحداث المأسوية وشاهدوا ما حدث لآبائهم وامهاتهم واخوانهم من مآسٍ؟!

وماذا عن الشباب الذين تربوا على رفض الظلم والاعتداء على حريات الآخرين عندما يرون تلك الجرائم التي ترتكب بحق الانسانية من قيادات مجرمة تسلقت على ظهور شعوبها وتحكمت بمصادر السلاح والقوة لتعطي من تشاء منها ما تشاء وتحرم من تشاء! حتى الارهاب قد اصبح شارة وختما بيد هؤلاء المجرمين يختمون به على من يريدون!

لقد شاهدنا ماذا فعل الارهابيون بالطائرة الروسية التي اسقطوها فوق سيناء، وبالضاحية الجنوبية في لبنان حيث مقر حزب الله، وكلتا الجهتين ضالعة في اضطهاد الشعب السوري والتنكيل به، وعبثا نقول لهم بأن اولئك المدنيين لا ذنب لهم ولا يجوز معاقبتهم بجريرة قياداتهم!

نتوقع ان تزداد وتيرة تلك الجرائم بحق الانسانية وان تتفاقم ما دام العالم ليس لديه بوصلة ترشده الى طريق الصواب، ومادام البشر يحكمهم سفاحون سنّوا لشعوبهم الخراب والتقتيلا!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك