تحديث أنفسنا يبدأ بإزالة أي حقد أو طمع أو كذب أو بخل.. بوجهة نظر سامي الخرافي
زاوية الكتابكتب نوفمبر 13, 2015, 11:32 م 610 مشاهدات 0
الأنباء
جرس - 'الإصدار الأخير'
سامي الخرافي
من منا لا يحرص على تجديد هاتفه النقال أو تزويده بالبرامج مثل تويتر وإنستغرام.. وتجدنا نسأل عن اي تحديث جديد من أجل تنزيله لأن العيوب السابقة سوف تتلاشى وهكذا.. ولكن السؤال هنا: هل يسعى الكثير منا إلى تغيير مزاجه أو طبعه «السيئ» في تعامله مع الآخرين وتحديثها نحو الأفضل؟
أين السعادة وقلوب الكثيرين «حاقدة وسوداء» على كل ناجح وسعيد في حياته؟! كيف نسعد والكثير «عاقد النونه» بتعاملها مع الجميع بفوقية عالية؟! أعرف بعضهم يحرص على الوقوف في الصفوف الأمامية وقلبه مملوء «غل» لمن يقفون بجانبه في الصلاة، لم يحرص على غسل قلبه من «الكره» قبل وضوئه؟! فهناك الكثير والكثير من السلوكيات السيئة والتي لا يتسع المجال لذكرها في مقالة واحدة.
يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم «أقربكم مني منزلة يوم القيامة أحسنكم أخلاقا»، لم يشر رسولنا الكريم الى صاحب المنصب أو النسب.. الخ، بل شدد على صاحب الأخلاق الرفيعة فهو سوف يحجز مقعدا (vip) معه، ولماذا ركز عليه بالذات؟ الإجابة من وجهة نظري ان تلك المنزلة تحتاج الى تدريب مستمر ومتواصل حتى تصل إلى تلك الدرجة، وهو أيضا جهاد مع النفس والهوى وكبحها، وهو ليس بالأمر الهين كما نرى، وتحضرني قصة الصحابي الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم ولمدة ثلاثة ايام متواصلة للصحابة رضوان الله عليهم وهم جالسون بأنه سيدخل عليهم رجلا من أهل الجنة، وقد تكرر ذلك الأمر ثلاث مرات متتالية للصحابي نفسه، فأخذ الفضول احد الصحابة لمعرفة السبب الحقيقي لدخوله الجنة، وقد عرف الاجابة بعد ثلاثة ايام عندما سكن عنده، عندما ذكر له الصحابي السبب: بأنه قبل النوم، يعفو عمن ظلمه، ويتخلص من كل حقد في قلبه.
إن تحديث أنفسنا يبدأ بإزالة أي حقد أو طمع أو كذب أو بخل أو لسان ينقط «شتائم».. إلخ، وإبدالها بالصفات الحسنة والجميلة بشكل تدريجي، وذلك الأمر ليس سهلا للكثيرين، وكذلك ليس صعبا لمن عقد النية بأن يحول حاله الى الافضل من أجل أن تصبح الحياة جميلة وسعيدة وسهلة.
فالحياة قصيرة، ولماذا نهتم بتوافه الأمور وننغصها بسلوكيات خاطئة، فمن باب أولى أن نتسابق على محو كل ما يعكرها ونحرص كل الحرص على متابعة كل تحديث جديد، فلنبدأ بالعفو عمن ظلمنا، ونصل من قطعنا، ونوسع صدرنا لمن اساء لنا، فسوف نجد السرور والسعادة، تلك التحديثات وغيرها ستصل بنا الى «الإصدار الأخير» وهو القمة في نظري الا وهي «الأخلاق» ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم «أكثر ما يدخل الناس الجنة، تقوى الله وحسن الخلق».
باقة ورد: أهديها لرئيس مخفر اليرموك النقيب «عبداللطيف القطان» على دماثة خلقه ووقوفه لتنظيم حركة السير اثناء فترة الدوام وبعدها، كثر الله من أمثالك، وفعلا تستحق من يشكرك على ما تقوم به لخدمة أهالي المنطقة.
تعليقات