خبراء يحذرون من أزمة مياه
عربي و دوليقد تؤدي لصراعات في المنطقة العربية
أكتوبر 25, 2015, 8:16 م 1656 مشاهدات 0
حذر خبراء الأحد من ان العالم العربي سيواجه في المستقبل أزمة مياه يمكن ان تنجم عنها صراعات وتوترات إقليمية لا تقل خطورة وتهديدا للامن الجماعي عن الحروب التي تشهدها المنطقة في الوقت الراهن.
جاء ذلك في الندوة التي عقدت هنا اليوم على هامش الدورة ال15 لمؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية في جامعة اكسفورد ببريطانيا بعنوان (البيئة والتنمية البشرية) بمشاركة خبراء عرب واجانب.
وقالت الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة العامة للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي اسيا (إسكوا) ريما خلف ان المياه كمورد طبيعي 'تظل احد اهم مصادر التنمية في العالم' ولكن اغلب الدول العربية تعاني نقصا فادحا فيه وسوء استغلال غير مبرر.
واضافت خلف ان الوضع يتشابه في معظم الدول العربية باستثناء فلسطين التي تعيش وضعا اكثر سوءا بسبب ممارسات الاحتلال الاسرائيلي الذي حول مياه الشعب الفلسطيني وكل مصادره الطبيعية للمستوطنين امام اعين المجتمع الدولي.
واوضحت ان 5ر6 في المئة فقط من المياه الموجودة في قطاع غزة تعد صالحة للشرب مضيفة ان الحرب الإسرائيلية الاخيرة على غزة تسببت في خلق مشكلات اخرى بيئية منها تراكم اكثر من أربعة مليون طن من الانقاض الناجمة عن الدمار الهائل الذي لحق بالمباني.
ودعت خلف الدول العربية الى مواجهة ما وصفتها ب'التحديات البيئية الجمة' بالتعاون المشترك والبرامج الموحدة القادرة على تلافي الاثار المدمرة لثنائية شح المياه والتغيرات المناخية.
كما دعت الدول الغنية الى 'لعب دور ريادي اكبر' بالمال والجهد لمساعدة الدول الأقل تقدما منها والفقيرة على حل ما تعانيه من مشكلات بيئية وبخاصة التي تتعلق بالتغيرات المتآخية الناجمة عن الانبعاثات الغازية والتطور الصناعي.
بدورها اعتبرت الخبيرة الدولية المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط الدكتورة البريطانية جين هاريغان ان المنطقة العربية باتت تعاني من ثلاث مشكلات تنموية تتلخص في الأمن الغذائي والزراعة المحلية والصحة.
وقالت هاريغان ان المنطقة العربية تعد المنطقة الأقل امنا في العالم حيث تعتمد معظم الدول على ما بين 35 و 50 بالمئة وأكثر على استيراد غذائها ما يجعلها في موقع ضعف تتحكم فيه تقلبات الاسواق الدولية.
واشارت في هذا السياق الى ان أسعار القمح سجلت بين عامي 2007 و 2008 ارتفاعا بأكثر من 130 بالمئة مضيفة ان ارتفاع أسعار النفط يتبعها في العادة ارتفاع في أسعار الغذاء والطاقة ومواد أساسية اخرى.
واوضحت هاريغان ان الزراعة العربية 'اهملت' بشكل كبير وهي منذ عام 1990 تسجل نموا سلبيا لا يتماشى إطلاقا مع الارتفاع الكبير في الطلب على الغذاء المرتبط بالنمو السكاني لدول المنطقة دون استثناء.
ولفتت الى ان المنطقة تعيش وضعا غريبا بانتشار أمراض كالسمنة والسكري التي هي ميزة المجتمعات الغربية المدمنة على الاستهلاك محذرة من ان هذا الوضع سيفاقم من متاعب قطاعات الصحة.
من جهته تطرق الباحث والأستاذ ايكارت وورتز الى خطر الصراعات في الشرق الأوسط وتأثيراتها على التنمية والأمن الغذائي لدول المنطقة لافتا الى ما يجري في سوريا والعراق واليمن من حروب اثقلت كاهل الشعوب وعرقلت مشاريعه التنموية.
وأعاد ايكارت مشكلة المياه في المنطقة العربية الى غياب استراتيجية واضحة لحسن استغلال هذه الثروة داعيا الى ضرورة الاستثمار في الحفاظ على هذا المورد واستحداث نظام تسعيرة مختلف لما هو معتمد.
وكان البابطين قد افتتح امس اعمال الدورة ال 15 لمؤسسة البابطين الثقافية في جامعة اكسفورد البريطانية بالتعاون مع مركز الشرق الاوسط في الجامعة ومنظمة الامم المتحدة لتحالف الحضارات.
تعليقات